قالت صحيفة “إندبندنت” البريطانية في تقرير لها اليوم: إن عشرات الآلاف من الوثائق السرية التي تعطي لمحة عن أعمال الحكومة السعودية، نشرت من قبل “ويكيليكس” في وقت ردت فيه الخارجية السعودية على تلك التسريبات بحث مواطنيها على عدم تبادل ما وصفتها بالمعلومات المزيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن “ويكيليكس” نشر حتى الآن نحو 60 ألف وثيقة مسربة من السعودية، في وقت تعهد فيه بنشر المزيد خلال الأسابيع القادمة خاصة أن لديه نحو نصف مليون وثيقة مسربة.
وأضافت الصحيفة أن تلك الوثائق المسربة ترسم صورة مهمة عن الحكومة “الاستبدادية” و”المسرفة” في السعودية التي مازالت تحكم البلاد بالحكم الملكي المطلق من خلال أسرة “آل سعود”.
وذكرت الصحيفة أن بعض الوثائق المسربة التي تأكدت وكالة أنباء “أسوشيتد برس” من صحتها أظهرت وجود مصلحة سعودية في تقويض المصالح الإيرانية.
وأشارت إلى أن هناك بعض الوثائق التي حملت طابعا تحريضيا كالوثيقة التي وصفت بالسرية للغاية والتي ادعت فيها المملكة استعداد دول الخليج لدفع 10 مليارات دولار مقابل إطلاق سراح الدكتاتور المصري المخلوع حسني مبارك.
وتحدثت الصحيفة عن أنه وعلى الرغم من عدم وجود طريقة سريعة للتأكد من صحة الوثائق المسربة، إلا أن “ويكيليكس” لديه سجل من التسريبات الحكومية الموثوق فيها، مشيرة إلى أن معظم الوثائق المسربة باللغة العربية مما يعني أنها ستأخذ فترة أطول من قبل الإعلام الغربي في تحليلها، وعلى الرغم من ذلك فإن الحكومة السعودية اعترفت في مايو بأن قراصنة تمكنوا من اختراق ملفات دبلوماسية على الإنترنت.
وأضافت الصحيفة أن الحكومة السعودية معروفة بعدم تسامحها مع المعارضة وأصدرت تحذيرا لمواطنيها بعدم تداول وثائق ربما تكون مزيفة، دون إنكار صحة تلك الوثائق بشكل مباشر.
وذكرت أن الخارجية السعودية حذرت مواطنيها بعدم السماح لأعداء المملكة بتحقيق أهدافهم عبر تبادل أو نشر أي وثائق، مضيفة أن كثير منها مفبرك بطريقة واضحة جدا.
وتحدثت الصحيفة عن أن السعودية الحليف المقرب للحكومة البريطانية منذ فترة طويلة، معروفة تاريخيا بتحكمها الشديد في الإعلام والذي زاد منذ ثورات الربيع العربي في 2011م.