تضم بلدة تشارشامبا التابعة لمدينة سامسون المطلة على البحر الأسود شمال تركيا جامعا خشبيا تاريخيا يقف صامدا على مر العصور في وجه الزمن شاهدا على حضارة 840 عاما.
يعتبر جامع كوغجيلي أحد أهم ملامح المعمار الخشبي في منطقة الأناضول. ويحظى باهتمام كبير من أهالي المدينة، من صغارهم وكبارهم، على الرغم من عدم معرفة بانيه أو المهندس المعماري الذي شيده.
وأوضح أحمد أوزكوسيه إمام الجامع، أنه مكون من طابق واحد، وبُني باستخدام الخشب من دون أي مسمار واحد، مشيرا إلى أنه بني من أنواع مختلفة من الخشب ومن أبرزها أشجار الكستناء والدردار والمران.
وقال الإمام أوزكوسيه: “تتكون جدران الجامع من ألواح خشبية يتراوح طول الواحد منها ما بين 12 و20 مترا، وسُمكها يتراوح ما بين 50 و70 سنتيمترا. ويتمتع هذا البناء الخشبي بإمكانية نقله. ويتميز كذلك بوجود فراغ تحت البناء ليمد الجامع من الداخل بالهواء، وليمنع الرطوبة وتسوس الأخشاب. يغطى سقف الجامع الذي شيد على شكل المستطيل، بطبقة من القرميد. بينما تم إقامة جدرانه من أخشاب شجر الكستناء”.
ورجح أوزكوسيه أن الجامع شيد من قبل السلاجقة قبل 840 عاما، قائلا: “إن الصلاة في الجامع الخشبي الذي بني بطريقة بديعة ولم تستخدم في بنائه المسامير، متعة وتدخل في قلب الإنسان سعادة مختلفة. ويحظى هذا الجامع باهتمام وإقبال كبير خلال شهر رمضان المبارك”.
ويقول حسن كيسكين، أحد المشاركين في صلاة التراويح بالجامع التاريخي: “إن الصلاة في مثل هذا الجامع تبعث الطمأنينة والسكينة في نفوس المصلين. يفوح منه عبق التاريخ. وأنا أحرص على المواظبة على الصلاة في هذا الجامع منذ 50 عاما”.