أقرت صحيفة “التايمز” البريطانية بأن (الحس الديمقراطي) الذي انتشر في الربيع العربي ثبت للأسف أنه (وجيز وعابر), والآن يتعين على الغرب أن يتعامل مع النظام السياسي كما هو موجود في العالم العربي وليس كما يأمل أن يكون.
ونشرت الصحيفة مقالا تحت عنوان (حليف استبدادي – رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون محق في دعوة الحاكم العسكري المصري عبد الفتاح السيسي لداوننغ ستريت ).
ورأت الصحيفة أنه من اللائق تماما أن توجه الحكومة البريطانية الدعوة للرئيس عبد الفتاح السيسي الحاكم العسكري لمصر لإجراء محادثات في داوننغ ستريت على الرغم من القمع الشديد للمعارضة الديمقراطية, واوضحت إنه لا توجد فرصة ليؤكد كاميرون على السيسي ضرورة احترام حقوق الإنسان أنسب من لقائهما وجها لوجه.
اضافت الصحيفة أنه من الضروري أن يقوم كاميرون بذلك حتى لا يشعر المطالبون بالإصلاح في العالم العربي أنهم بمفردهم. وتقول الصحيفة إنه على الرغم من التعاطف مع المطالبين بالديمقراطية، حقيقة الأمر أنهم ليسوا في السلطة وبريطانيا لديها الكثير من نقاط الاهتمام المشترك التي يجب مناقشتها مع مصر. وتواصل الصحيفة قائلة إن السيسي أطاح برئيس منتخب ديمقراطيا، ولكنه بلا جدال قام بذلك بدعم شعبي ضخم ضد نظام استغل سلطته وقاد مصر صوب الانهيار. واوضحت أن محمد مرسي، القيادي بالإخوان المسلمين، فاز بأغلبية ضئيلة في الانتخابات الرئاسية في حزيران 2012. وبدلا من العمل بالدستور، أكد مرسي سلطته المطلقة في تعديل دستوري.
ورأت الصحيفة أنه لا يوجد شك في أن قطاع كبير من المجتمع المصري يرى أن السيسي حمى مصر من حرب أهلية ومن القمع من الجهات الدينية، وأن هذا هو السياق الذي سيقابل من خلاله كاميرون السيسي.
واوضحت الصحيفة أن مصر حليف لبريطانيا في عدد من النواحي الحيوية. فمصر، بحسب الصحيفة، تقاتل الجهادييين، ولم تعد شبه جزيرة سيناء منطقة آمنة تسعى فيها الجماعات المتشددة لإقامة الخلافة وللإطاحة بالحضارة الغربية. كما أن حماس لم تعد مدعومة من مصر كما كانت مدعومة من قبلها إبان حكم مرسي. إضافة إلى ذلك، مصر قوة إقليمية تعارض التوسع النووي لإيران.