قالت صحيفة “كريستيان ساينس مونيتور” الأمريكية، في تقرير لها: إن السعودية تعتبر أن موقفها الحازم الجديد في الشرق الأوسط، هو رد على عدوانية إيران والحذر الأمريكي، مشيرة إلى أنه تحت حكم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، انتقلت المملكة إلى خيار القوة في اليمن، وتعاونت مع حلفاء لها في سوريا، وكشفت عن أنها أجرت محادثات سرية مع إسرائيل بشأن إيران، التي تمثل العدو المشترك لهما.
وأشارت الصحيفة إلى أن المملكة في ظل قلقها بشأن الاتفاق النووي، الذي يلوح في الأفق، بين إيران والقوى العالمية، تتخذ مسارًا جديدًا وغير عادي، عبر استخدام خيار القوة لمواجهة ما تراه توسعًا للنفوذ الإيراني في الشرق الأوسط.
وأضافت أن سياسة الحزم السعودية الأخيرة، في عهد العاهل السعودي الجديد، تمثل انعكاسًا كذلك لحالة السخط تجاه ما تراه المملكة نهجا أمريكيًا حذرًا تجاه عدة أزمات في الشرق الأوسط، وخاصة في سوريا.
ونقلت الصحيفة عن “دينيس روس” المستشار السابق في الشرق الأوسط للرئيس الأمريكي باراك أوباما، أن إيران هي أكثر ما يشغل السعودية في عهد الملك سلمان، مما يعني أن الولايات المتحدة عندما يتراجع دورها، خاصة في سوريا، فإن السعودية تعتمد سياسة جديدة تتمثل في التحرك الذاتي والتعامل بنفسها مع المشكلات.
وذكرت الصحيفة أن السعودية شكلت تحالفًا سنيًا يقوم حاليًا بقصف الحوثيين في اليمن، فضلًا عن تنحيتها للخلافات جانبًا مع قطر وتركيا فيما يتعلق بالشأن السوري، مما ساهم في تعزيز التنسيق بين المجموعات الثورية، وكسب الثوار للأراضي من قبضة النظام السوري شمال وجنوب سوريا، مما وضع نظام بشار الأسد تحت ضغط هو الأقوى خلال السنوات الثلاثة الماضية.
وأضافت أن أكبر دليل على حالة الاستياء السعودي تجاه إيران، هو الأكثر مؤخرًا، عن لقاءات سرية عقدت بين السعودية وإسرائيل منذ مطلع 2014م، توجت بلقاء قبل أيام جمع بين الجنرال السعودي السابق أنور عشقي، وسفير إسرائيل السابق لدى الأمم المتحدة “دوري جولد”، في مجلس العلاقات الخارجية بواشنطن.
ونقلت الصحيفة عن محللين، أن القلق السعودي من الاتفاق النووي مع إيران ورفع العقوبات عنها مبالغ فيه، فالمملكة تخشى من أن إيران ستستغل الأموال التي جمدتها العقوبات لتوسيع نفوذها في المنطقة، في حين يؤكد خبراء على أن الضغط الداخلي في إيران سيدفع النظام الإيراني لإنفاق الأموال على إنعاش الاقتصاد، مما يعني أن النظام سيفضل سياسة “الزبد على البنادق”.
واختتمت الصحيفة بأنه علينا الآن، أن ننتظر ونرى حتى متى بإمكان السعودية وحلفائها العرب السنة أن يحافظوا على وحدتهم وحزمهم في مواجهة إيران؟، في ظل فشل الحملة الجوية التي تقودها المملكة في هزيمة الحوثيين، الذين مازالوا يسيطرون على العاصمة اليمنية صنعاء وعدن جنوبًا.
وأضافت أن هناك مؤشرات على أن نظام بشار الأسد قد ينسحب خلال الأشهر القادمة، إلى وضع دفاعي بشكل أكبر يطوق من خلاله دمشق والمنطقة الساحلية، مما سيمثل إشكالية صعبة لثوار سوريا، مع احتمالية أن يقود ذلك إلى تقسيم للبلاد بحكم الأمر الواقع.