كشف السفير الإسرائيلي السابق في الولايات المتحدة، (مايكل أورن)، أن تل ابيب كانت أول من قدمت، في أغسطس 2013، فكرة التوصل إلى تسوية دبلوماسية تقضي بتسليم الرئيس السوري بشار الأسد ترسانته الكيماوية، مقابل إلغاء واشنطن للضربة العسكرية التي كنت مقررة ضد قواته يوم 31 أغسطس من ذلك العام.
وكتب مراسل مجلة “بلومبيرغ فيوز”، ايلاي لايك، وهو من اليهود الأميركيين المقربين من الدوائر الموالية لإسرائيل، أن “أورن” أورد في كتاب مذكراته “حليف”، المقرر صدوره الشهر المقبل، أن وزير الاستخبارات الإسرائيلي في حينه، يوفال ستينيتز: “طرح فكرة للحكومة الروسية مفادها أن تقوم سورية بالتخلي عن أسلحتها الكيماوية”، وأن رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو “تلقى مباركة” الرئيس باراك أوباما للقيام بالمبادرة تجاه روسيا.
ومن شأن مزاعم “أورن” أن تنسف الراوية الحالية القائلة أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري قال بشكل عفوي أن الطريقة الوحيدة لتفادي الضربة التي كانت مقررة ضد قوات الأسد هي بتسليمه ترسانته الكيماوية، وهو تصريح تلقفه نظيره الروسي سيرغي لافروف وبادر إلى الضغط على دمشق لقبوله.
كذلك، من شأن مزاعم “اورن” أن تعيد كتابة تسلسل الأحداث بشكل يشير إلى أنه عندما لمّح كيري إلى “المخرج الوحيد” لتفادي الضربة، فهو كان على علم بالمبادرة الإسرائيلية تجاه موسكو، والقاضية بتخلي الأسد عن ترسانته النووية لتفادي الضربة الأميركية ضد قواته.
ومما قاله “أورن” في كتاب مذكراته أن “إسرائيل لم تعارض ضربة أميركية في أواخر أغسطس 2013″، معتبرا أن تل ابيب لم تر ضيرا من قيام أوباما بفرض “خطوطه الحمراء” على أمل “ردع حليفة سورية، إيران”.
لكن “أورن” يعزو في الوقت نفسه إلى نتنياهو وستينيتز فضل التمهيد للدبلوماسية التي سمحت لأوباما التراجع عن الضربة التي اعتقد الجميع وقتها، بمن فيهم أورن، أنها كانت حتمية.
ونقل “لايك” عن مسؤول أميركي رفيع قوله إن أوباما وكيري والرئيس الروسي فلاديمير بوتين ولافروف كانوا قد ناقشوا فكرة نزع ترسانة الأسد الكيماوية قبل هجوم غوطة دمشق في أغسطس 2013، والذي أودى بحياة أكثر من 1200 سوري. إلا أن واشنطن، حسب لايك، لم تظن أن روسيا كانت جدية في هذا المسعى.
على أن المسؤول الأميركي أكد أن إسرائيل لعبت دورا في الدبلوماسية خلف الكواليس للمساهمة في التوصل إلى اتفاقية نزع ترسانة الأسد الكيماوية، رغم أن المسؤول نفسه نفى أن تكون إسرائيل هي “صاحبة هذه الفكرة”.