“الجزائر نظام بلا وجه”، “الجزائر وأعراض التيتانيك” عنوانين علقت بهما صحيفة ليبرايون الفرنسية على اتجاه الرئيس فرانسو أولاند إلى الجزائر في ثاني زيارة له لهذا البلد منذ وصوله إلى قصر الإليزيه.
وقال الكاتب جون لويس لو توزي، في مقاله بالصحيفة تعليقا على الحالة المرضية للرئيس الجزائري عبد العزيز بو تفليقة: غير قادر على تجديد نظامه الاقتصادي والسياسي، والبلد يقترب من أزمة كبيرة، في حين أن أولاند سيلتقيه اليوم الاثنين.
وأوضح أنه بعد نحو ثلاث سنوات من أول زيارة له للبلاد، يعود أولاند لبضع ساعات إلى الجزائر بناء على دعوة من الرئيس بوتفليقة.
ورأى أن الزيارة وإن كانت تشكل دفعة دبلوماسية من باريس للنظام الجزائري، لكنها لا تمثل أي شيء بالنسبة للجزائريين.
فمع انخفاض برميل النفط مع تضاعف الاستهلاك تواجه البلاد أزمة في الاحتياطيات الأجنبية، عائدات التصدير انخفضت لأكثر من 40٪ بين يناير وأبريل.
ونقلت ليبراسيون عن صحفي جزائري القول: الرئيس الفرنسي يزور اليوم “بلدا على وشك الانتحار” لا نعرف متى، ولكن أعراض “التيتانيك” باتت واضحة في إشارة إلى أن الجزائر تسير بسرعة فائقة نحو الغرق.
أما الخبير في شؤون المغرب العربي بيار فيرمران فرأى أن هذه الزيارة تأتي في ظل رئيس للجزائر لم يعد قادر على المناقشة، التوجيه، السفر، أو القيام حتى بالكلام.
لسنوات، يقول الجزائريون إن البلاد يرأسها “نظام”، واليوم “النظام” لم يكن لديه حتى الوجه. وهذا ما يجعل علاقة فرنسا-الجزائر معقدة للغاية.
“الأمن في منطقة الساحل” هو الموضوع الأساسي الذي سيبحثه الرئيس الفرنسي مع نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقه. لكن المشكلة المطروحة هي مع مَن سيتحاور الرئيس الفرنسي في ظل وجود نظام بدون وجه.
وأوضح أنه في الجزائر، تجاهلت فرنسا حقيقة تعكس السياسة الداخلية لسبب وجيه أن هناك تدابير تعتبر أكثر “أساسية”، كاستقرار مالي والمشكلة الليبية. إذ لا تزال الجزائر تلعب دورا كبيرا في إرساء السلام في هذا المجال.
الوضع في الجزائر ينبئ بمستقبل أسود للغاية بالنسبة للجزائر، في المنطقة، وأيضا لفرنسا. من سيحكم الجزائر غدا؟ الجيل الجديد مستعد؟ وهل سيُنتخب؟ نحن نشهد معارك ضارية لمدة عامين بين زعماء جبهة التحرير الوطني، والخدمة العسكرية، وقادة الصناعة.
وتسعى فرنسا خلال الزيارة إلى استعادة مرتبتها كأول مصدر للجزائر التي خسرتها في 2013 لصالح الصين. وباريس حاليا الشريك الثاني للجزائر مع مبادلات تصل قيمتها الى 10,5 مليارات يورو في 2014.
وتصدر حوالى سبعة آلاف مؤسسة فرنسية بضائع إلى هذا البلد وتنشط 450 منها فيه كالمجموعات الكبرى على غرار الستوم ولافارج ودانون ورينو وأيضا شركات صغيرة ومتوسطة.