أثار تصريح جديد لمفتي المملكة العربية السعودية، الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، استهجان النشطاء والمغردين السعودين على مواقع التواصل الاجتماعي.
حيث أصدر الشيخ “عبدالعزيز آل الشيخ” تصريحًا يُحرِّمُ فيه ما اعتبره “الخوض وإطلاق اللسان في أعراض العلماء والأمراء، وتتبع عوراتهم، والتنقيب عن عيوبهم، والتحدث بها في المجالس والتعرض لهم بالكلام السيئ“؛ مشيرًا إلى أن “الإفساد ما بين الولاة والعامة يفسد على الناس أمر دنياهم وإفساد أمنهم“.
وانتقد رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء من يتخذون من وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة في الصحافة والمجلات والمحطات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعية وسيلة للكتابة عن عيوب الناس والتنقيب عنها بكل سبيل، موضحًا أن ذلك “شر وبلاء“، مؤكدًا أنه لا أحد يخلو من العيب “ولكنهم في تلك الوسائل يزيدون ويكذبون ويرجفون“.
وأضاف مفتي المملكة أن “نشر عيوب الناس من غير مصلحة شرعية، والسعي إلى إشاعة الفاحشة بين الناس؛ من خطوات الشيطان“.
وأردف الشيخ “عبد العزيز آل الشيخ” أن أعراض الناس مصونة وعوراتهم مستورة، “ومن حاول البحث في أعراضهم، أو كشف عوراتهم؛ سلط الله عليه من يبحث عن زلاته وعثراته ولو في قعر داره“، مشددًا على أن المسلم عندما يرى عيبًا وزلة من أخيه؛ عليه أن يبادره بالنصيحة والتوجيه، ناهيًا عن الإفصاح بعيوبه أمام الآخرين.
وعلق المغردون السعوديون على الفتوى عبر هاشتاق “#المفتي_اطلاق_اللسان_علي_الامراء_والعلماء_حرام“؛ مستنكرين أن يميز “آل الشيخ” أعراض العلماء والأمراء بالتحصين دون عموم الناس، ساخرين من أن مقولة “لحوم العلماء مسمومة” قد اتسعت لتشمل الأمراء وولاة الأمر.
فتساءل “مشاري الغامدي” مستنكرًا، إن كانت لحوم وأعراض عموم الناس مباحة ويجوز انتهاكها.
وتعجّب الناشط الحقوقي “علي آل حطاب” من نص التصريح، مستهجنًا عدم ذكر المفتي لحرمانية الخوض في أعراض العامة، مؤكدًا على أن الله عز وجل لا يُميّز بين عباده حسب ما يحملونه من ألقاب.
وانتقدت “هالة الدوسري” فتوى آل الشيخ، وذكرت بالحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده بإثبات رجال الشيخين البخاري ومسلم “أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر”.
وسخر “جميل العتيبي” من المفارقة التي جعلت المفتي يُحرّم نشر عيوب الولاة، في حين أن العاهل السعودي طالب الشعب بأن ينصح ولاة الأمر ويقاضيهم إن لزم الأمر.
وقال المدون “حسن بن باني” إن الأشد حرمة هو استخدام الدين لخدمة المصالح الخاصة ولحماية الساسة وذوي السلطان، ويضيف أن السكوت عن الظلم والتجبر هو الأولى بالتحريم.
(التقرير)