ردت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية على الكاتب فريد زكريا، الذي قال في مقال له بصحيفة “واشنطن بوست”: إن المملكة العربية السعودية لن تبني قنبلة نووية، ولا تستطيع بناءها، لأنها ببساطة لم يكن بإمكانها تصنيع سيارة حتى الآن، وكل ما يمكنها فعله هو حفر ثقوب في الأرض لاستخراج النفط، وليس أكثر.
وتساءلت المجلة، في مقال للكاتب جيفري لويس، تحت عنوان “عذرا فريد: السعودية قادرة على صنع قنبلة في أي وقت تريد”: لماذا يعتقد الغرب أنه من الصعب جدا للدول غير الأوروبية اكتساب تكنولوجيا عمرها 70 عاما؟
وأضافت: “بالرغم من أنني لا أُرجح أن السعودية ستتجه نحو تصنيع أسلحة نووية في الوقت الراهن، فإن من الخطأ الشديد استنتاج أن المملكة (أو أي دولة أخرى) لا تستطيع فعل ذلك، وكان فريد زكريا مخطئا في مقاله، وليس من الصعب إثبات ذلك”.
وذكرت المجلة أن زكريا لم يكن واضحا في تفسير سبب عدم قدرة السعودية على تنفيذ المتطلبات الفنية اللازمة لصنع سلاح نووي، لكنه يعتقد فقط أنه صعب، وربما كان ذلك صحيحا في عام 1945 عندما أعلنت الأمم المتحدة طريقين مختلفين للحصول على أسلحة نووية.
غير أن التقنيات المرتبطة بإنتاج البلوتونيوم وتخصيب اليورانيوم تطورت منذ ذلك الحين، وخضعت للاستخدام المدني، وانتشرت في جميع أنحاء العالم، وحقيقة أن معظم الدول لا تبني أسلحة نووية يرجع إلى ضبط النفس أكثر من كونه عدم مقدرة على فعل ذلك، بحسب المجلة.
ورأت المجلة أن مبررات زكريا – التي استدل بها على عدم قدرة السعودية على صنع أسلحة نووية – سطحية جدا، وتعتمد على عاملين فقط، هما: افتقار المملكة لصناعة السيارات المحلية، وترتيبها “السيء” في الرياضيات والعلوم.
لكن إنتاج السيارات لا يعد مؤشرا على قدرة الدولة على تصنيع أسلحة نووية، لأن التقنيات المستخدمة في السلاح والسيارات غير متشابهتين، فلا تمتلك الهند وباكستان وكوريا الشمالية صناعة السيارات محلياـ وكذلك كان الاتحاد السوفييتي متميزا في بناء الأسلحة النووية رغم أن صناعة السيارات لديه كان سيئا للغاية، على حد قول المجلة.
وعلى أية حال، تستثمر المملكة العربية السعودية في صناعة السيارات المحلية، فقد أعربت وزارة التجارة والصناعة عن أملها في طرح السيارة “Meeya” في الأسواق بحلول العام 2017.
أما من ناحية تراجع ترتيب المملكة في الرياضيات والعلوم، فلا يعتبر ذلك عائقا بالنسبة للسعودية، ولم يكن ترتيب الصين والهند مرتفعا جدا في الرياضيات والعلوم عندما أجرتا تجاربهما النووية في عامي 1964 و1974، والخلاصة أن الدول لا تحتاج لأن تكون غنية جدا أو لديها نظام تعليمي متفوق حتى تحصل على أسلحة نووية، بحسب المجلة.