قالت صحيفة “نيويورك تايمز” إن تقييماً صدر من وزارة الخارجية الأمريكية رسم صورة قاتمة للجهود التي تبذلها إدارة أوباما وحلفاؤها في محاربة الماكينة الإعلامية لتنظيم “الدولة”، كما يفيد التقييم بأن التحالف الدولي لم يتمكن من تكوين رسالة خاصة به.
وأضافت الصحيفة أن هذا التقييم يأتي بعد شهور من إشارة وزارة الخارجية الأمريكية بأنها تخطط لتنشيط حملتها في وسائل الإعلام الاجتماعية ضد “الجماعة المتشددة” التي ربحت الحرب الإعلامية، وفقاً لما جاء في التقييم.
ويخلص التقرير إلى أن السرد العنيف من قبل تنظيم “الدولة”، الذي يصل إلى إصدار الآلاف من الرسائل كل يوم، وعلى نحو فعال، “فاق” جهود بعض من أغنى الدول وأكثرها تقدماً من الناحية التكنولوجية في أنحاء العالم.
وأشارت الصحيفة إلى أن التقييم “يلقي الضوء أيضاً على لب المناقشات الداخلية بين المسؤولين الأمريكيين وبعض من أقرب حلفائها في الحملة العسكرية ضد المسلحين، حيث شمل مسؤولين من الولايات المتحدة وبريطانيا والإمارات العربية المتحدة”.
وتابعت الصحيفة: “غير أنهم لم يتفقوا في وجهات النظر؛ فالإماراتي متحفظ، والبريطانيون متحمسون جداً، وهيكلة عمل الفريق مربكة، ويأتي التقييم وسط انتقادات حادة بأن الحملة العسكرية ضد “الدولة” أخذت تتضاءل، حتى سيطر مقاتلوه مؤخراً على مدينة الرمادي غرب العراق بعد أن احتلت الفلوجة والموصل لأكثر من عام”.
وأفادت الصحيفة أن المسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية قالوا مراراً وتكراراً إن “الرسالة المضادة لمحاربة تنظيم “الدولة” إعلامياً هي واحدة من الدعائم التي تقوم عليها استراتيجية هزيمة التنظيم، لكن مسؤولي إدارة أوباما قد أقروا في الماضي أن المجموعة هي أكثر ذكاءً بكثير في نشر رسالتها من أن تتصدى لها الولايات المتحدة”.
وقد صدر بيان عن اجتماع لمسؤولين غربيين وعرب في باريس أعربوا من خلاله عن عزم الائتلاف انتزاع المكاسب التي حصل عليها التنظيم مادياً ومعنوياً، كما تضمن الاجتماع تقييماً للجهود الإعلامية في الحرب ضد “الدولة”.
ولفتت الصحيفة إلى أن التحالف الدولي يسعى إلى تشويه سمعة الدولة الإسلامية أملاً في وقف تدفق المقاتلين الأجانب إلى المجموعة، وأن أعضاء التحالف مقتنعون بأن وقف تدفق المتطوعين المحتملين قد يكون أكثر أهمية من الجهود العسكرية.
وكجزء من جهود “تشويه سمعة تنظيم الدولة”، سيكون هناك عنصر حاسم من الدبلوماسية العامة، ويشمل تشجيع الزعماء الدينيين العرب، وعلماء المسلمين والمنظمات ووسائل الإعلام العربية لإدانة التنظيم، وقد أشاد مسؤولون أمريكيون بدولة الإمارات العربية المتحدة لإقامة مركز خاص بها لمواجهة “الدعاية المذهلة للدولة”، وفقاً للصحيفة.