سياسي عراقي ينتمي لحزب البعث العربي الاشتراكي، هو الرجل الأبرز الذي اعتمد عليه صدام حسين لـ 20 عاما، رسم سياسة العراق الخارجية لسنوات طويلة، واعتمد عليه حزب البعث في قضاياه الداخلية والخارجية، أثناء مثوله أمام القضاء العراقي بشأن قضية الأنفال، قال للقاضي “أتشرف بأني عملت مع البطل صدام حسين” الأمر الذي جعل القاضي يقاطع كلامه بحدة مطالبه بالسكوت، وأطلق عليه صاحب الوجه المتحضر للنظام البعثي…
إنه وزير خارجية العراق في عهد صدام حسين “طارق عزيز” الذي توفي عن عمر يناهز الـ79 عاماً، ودفن في محافظة مأدبا، بعد إقامة قداس على روحه فى كنيسة العذراء الناصرية بالعاصمة عمان.
يعد طارق عزيز هو المسيحي الوحيد في مجلس الوزراء العراقي، ولد عام 1936 في بلدة تلكيف شمالي الموصل لأسرة كلدانية كاثوليكية، وقد ولد باسم ميخائيل يوحنا، الذي غيره لاحقاً إلى طارق عزيز.
علاقته بصدام
في يوليو 1958م، وبعد صدور جريدة الجمهورية العراقية، عمل طارق عزيز محرراً بها.. ثم انتقل للعمل مديراً لجريدة الجماهير في عام 1963م، تولى مهمة نائب رئيس مكتب الثقافة والإعلام القومي، وفي أوائل عام 1974م انتخب عضواً مرشحاً للقيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي، وفي نوفمبر 1974م أصبح وزيراً للإعلام.
بدأت علاقة طارق عزيز بصدام حسين في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي من خلال عضويتهما بحزب البعث الذي كان محظوراً في ذلك الوقت، وفي عام 1977م عُين عضواً في مجلس قيادة الثورة، وانتخب عضواً في القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، فاستقال من الوزارة، وتفرغ للعمل الحزبي.
وفي 16 يوليو 1979م تولى صدام حسين رئاسة الجمهورية، وعين طارق عزيز نائباً لرئيس الوزراء، وفي عام 1980 تعرض لمحاولة اغتيال من قبل المعارضة.
رئيس الحكومة
عندما كان صدام رئيس جمهورية العراق ورئيس الوزراء في نفس الوقت، لعب طارق عزيز في أغلب الأوقات دور ممثل رئيس الحكومة الفعلية ممثلاً صدام والحكومة العراقية في الاجتماعات والقمم الدبلوماسية العالمية والعربية.
ويعد عزيز الرابط بين صدام حسين والعالم، فهو من قاد غالبية المفاوضات بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية، فهو المفاوض المتمرس الذي قاد المفاوضات عام 1991 بعد غزو العراق للكويت.
وخلال حرب العراق مع إيران، تمكن طارق عزيز من ضمان تعاطف الغرب مع العراق. وبعد غزو الكويت في أغسطس 1990، عندما كان العراق في عزلة شبه تامة، تمكن من التفاوض والتوصل إلى اتفاق مع إيران.
وفي اجتماعات مع الأمين العام للأمم المتحدة خافيير بيريز دي كويلار ووزير الخارجية الأمريكي جيمس بيكر، استمر طارق عزيز في تأكيد أن الكويت جزء من العراق، وأن أي مفاوضات يجب أن تشمل القضية الفلسطينية.
ودافع عزيز عن سياسة صدام حسين الخاصة بإبقاء رهائن غربيين في المنشآت الإستراتيجية.
وفي ديسمبر 2002، سمى طارق عزيز تفتيش الأسلحة بـ “بدعة” وقال أن الحرب “لا محالة منها”. وقال إن ما أرادته الولايات المتحدة لم يكن “تغيير نظام” في العراق ولكن “تغيير المنطقة”. وأيضاً ادعى أن أسباب الحرب على العراق هي: النفط وموقفها من إسرائيل.
محاولة اغتياله
وفي 19 مارس 2003، وردت تقارير من العراق أن عزيز قتل بعد إطلاق النار عليه وهو يحاول دخول كردستان العراق. وانتهت الشائعة سريعاً عندما نظم عزيز مؤتمراً صحفياً قال فيه إنه بخير.
وبعد سقوط نظام صدام حسين، نهب منزل عزيز، كما سرقت منه كل الوثائق الخاصة بتاريخ الرجل الدبلوماسي، واستسلم للقوات الأمريكية يوم 24 إبريل 2003.
وكان عزيز في المرتبة 43 بين 55 من القيادات العراقية المطلوبة من قبل الولايات المتحدة بعد سقوط بغداد عام 2003.
وفي 27 أكتوبر عام 2010، أصدرت المحكمة العراقية الحكم بإعدام عزيز، إلا أن هنالك من قال إن الرئيس العراقي حينها، جلال طالباني، رفض التوقيع على أمر إعدام عزيز، ليحكم عليه بالسجن المؤبد.
وفي 5 يونيو 2015، توفى عزيز جراء نوبة قلبية بمستشفى الحسين في الناصرية، عن عمر يناهز الـ79 عاما، في سجن الناصرية التي كان يقبع به منتظراً تنفيذ حكم الإعدام،على خلفية تهم بالإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية فى النظام السابق.