كشفت مصادر من مدينة ديربورن ولاية ميشيغن الأمريكية أن الناطق باسم الميليشيات الشيعية العراقية النائب عن “ائتلاف دولة القانون”، أحمد جاسم صابر الأسدي، المعروف بـ”أبي جعفر الأسدي” قام مؤخرا بزيارة إلى الولايات المتحدة، وهو ما أثار التساؤلات، إذ إن واشنطن تتهم مجموعة “جند الإمام” التي يقودها بشنّ عمليات ضد قوات أمريكية قبل الانسحاب الأمريكي من العراق نهاية 2010.
ويعتقد المسؤولون الأميركيون أن “(جند الامام) حظيت منذ تشكيلها برعاية خاصة من قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني” اللواء قاسم سليماني، ومساعده العراقي النائب جمال الجراح، المعروف بـ “أبي مهدي المهندس”، والأخير مطلوب دولياً لتنفيذه تفجيرات في الكويت في الثمانينات، استهدفت قادتها والسفارة الأمريكية فيها.
وقال الأسدي، الذي يقود مجموعة “جند الإمام” منذ العام 2009 خلفا مهدي عبد المهدي، الذي كان معروفاً بـ”أبي زينب الخالصي” أن “الإعلام يبث أخباراً غير صحيحة عنا”، وأن ولاء هذه الميليشيا هو “للشعب العراقي بأكمله”!
وألقى الأسدي خطابه هذا أثناء مؤتمر “حشْدنا كرامتنا”، الذي نظّمه “معهد شباب العراق” في مدينة ديربورن بولاية “ميتشيغان” الأمريكية،، وتحدث فيه عدد من العراقيين، كان من بينهم المعمم حسن القزويني، الذي شن هجوماً ضد أنقرة وعواصم عربية، واتهمها برعاية تنظيم الدولة، بحسب موقع “العصر”.
وحضر المؤتمر عضو الكونغرس جون كروين، ولم يشارك فسه أي ممثل عن الحكومة الأميركية، رغم إعلان المنظمين، قبل المؤتمر، أن إدارة الرئيس باراك أوباما كانت تنوي إرسال مندوب عنها ليمثّلها في حفل دعم “الحشد الشعبي”.
ويقول مراقبون إن زيارة الأسدي إلى الولايات المتحدة وضعت حداً للارتباك حول علاقة الحكومة الأمريكية بـ”جند الإمام”، حيث سبق وأن اعتقل الأميركيون مؤسسها الخالصي وسجنوه عامين.
واعتبر الباحث الأميركي من أصل عراقي نبراس الكاظمي، أن الأسدي وتنظيمه حصلا على رعاية خاصة من سليماني، وأن التنظيم كان من “أوائل تشكيلات اللجان الشعبية العسكرية، أو سرايا الدفاع الشعبي، التي أسسها سليماني و(رئيس الحكومة السابق نوري) المالكي مطلع 2014، أي قبل أحداث الموصل”.
ويشير صمت الإدارة الأمريكية تجاه هذه الزيارة المريبة والمثيرة للجدل، وفقا لرأي مراقبين، إلى تطور موقف الإدارة الأميركية، من معارض لتدخل الميليشيات الشيعية في جبهات القتال المشتعلة في مناطق غرب العراق وشماله الغربي، إلى مؤيد، وهو أمرا صار واضحا.
وكان الرئيس أوباما قد صرح أثناء استقباله رئيس حكومة العراق حيدر العبادي في إبريل الماضي، قائلا إن دور ميليشيات “الحشد الشعبي” كان ضروريا في الأيام الأولى بعد انهيار القوات العراقية في الموصل وكذا للدفاع عن بغداد. لكن مع مرور الأسابيع، حسب أوباما، ما عاد دور هذه الميليشيات مبررا ومن الضروري أن تلتحق بالقوات الرحكومية.
وإثر انهيار القوات العراقية النظامية في الرمادي، تراجعت الإدارة الأميركية عن معارضتها لمشاركة “الحشد الشيعي” في القتال، بل صارت تؤيد أن تكون هذه الميليشيا في الطليعة، وهو ما قد يفسر انقلاب الموقف الأميركي من عداء تجاه “جند الإمام”، الذي تحمله واشنطن مسؤولية مقتل جنود أميركيين، إلى موقف لا يعارض إقامة هذا التنظيم حفلة جمع تبرعات وحشد تأييد في واحدة من أكبر المدن الأميركية.