كشفت مصادر مطلعة في القاهرة أن ولي عهد ابوظبي محمد بن زايد قد اتفق مع قائد الانقلاب في مصر الجنرال عبدالفتاح السيسي خلال زيارته الأخيرة للقاهرة، على تشكيل كيان سياسي بديل للإئتلاف السوري المعارض.
وأكدت المصادر أن حكومتي السيسي وأبوظبي تبذلان جهودا كبيرة في سبيل عزل إخوان سوريا من التمثيل الشرعي للثورة السورية، والبحث عن جماعات أخرى لتمثيل المعارضة السورية تكون بعيدة عن جماعة الأخوان المسلمين.
ولفتت هذه المصادر أن محمد بن زايد يعارض بشدة انتصار المعارضة السورية المسلحة في سوريا، نظرا لأنها تحمل أفكارا إسلامية، ويرى ضرورة بقاء الأسد خلال الفترة الحالية حتى لا تتمكن المعارضة الإسلامية من الوصول إلى دمشق.
وتمكن ولي عهد أبوظبي من اقناع السيسي خلال زيارته الأخيرة لقبول فكرة دعم المعارضة البديلة غير المسلحة في سوريا تجنبا لصعود الإسلاميين للحكم، معبرا عن تخوفه من تحقيق المعارضة المسلحة انتصارات جديدة تمكنها من دخول دمشق واسقاط نظام الاسد الذي يعني صعود الإسلاميين للحكم في سوريا.
وجاء هذا الاجتماع قبيل مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية والذي اختتمت فعالياته الثلاثاء 9 يونيو و اتفق فيه على “خارطة طريق لحل سياسي تفاوضي” للأزمة في سوريا مستندة إلى اتفاق جنيف.
وأصدر المؤتمر وثيقة بعنوان “خارطة الطريق للحل السياسي التفاوضي من أجل سوريا ديموقراطية” تنص على “استحالة الحسم العسكري (للنزاع) وكذلك استمرار منظومة الحكم الحالية التي لا مكان لها ولا لرئيسها في مستقبل سوريا”.
وجاء في الوثيقة أنها تتضمن “آليات تنفيذ عملية قابلة للتحقق وقادرة على الانتقال إلى تسوية سياسية غايتها تغيير النظام بشكل جذري وشامل”.
وتتابع الوثيقة أن “الحل السياسي التفاوضي هو السبيل الوحيد لإنقاذ سوريا” على أن يكون “بين وفدي المعارضة والنظام برعاية الأمم المتحدة ومباركة الدول المؤثرة في الوضع السوري”.
وتشير إلى نقل كل “الصلاحيات التشريعية والتنفيذية” لـ “هيئة حكم انتقالي” وتشكيل حكومة انتقالية ومجلس أعلى للقضاء ومجلس وطني عسكري انتقالي.
وتدعو الوثيقة إلى “أن تلتزم كل الأطراف المتفاوضة بوقف الأعمال العسكرية وإطلاق سراح المخطوفين والمعتقلين لدى كل الأطراف” و”السماح بعودة جميع السياسيين المعارضين المقيمين في الخارج من دون مساءلة أمنية أو قانونية أو سياسية” و”خلق مناخ مناسب في المناطق التي يسيطر عليها كل طرف بما يتيح للسوريين العودة إلى بيوتهم وأماكن عملهم”..