حقق وسم (هاشتاج) دشنه معارضون مناهضون للانقلاب العسكري في مصر على منصات التواصل الاجتماعي بعنوان «سنتك_سودا» و«سنتك_سودة» (سوداء)، أعلى رابع معدل تداول عالمي على شبكتي توتير وفيس بوك، وعدد الشباب ورواد مواقع التواصل من خلال الوسم إخفاقات «عبد الفتاح السيسي» الرئيس المصري خلال العام الماضي في مجالات مختلفة، بالإضافة إلى ما وصفوه بـالجرائم والانتهاكات الحقوقية في أبسط تعبير عن جرائم النظام العسكري المهيمن على الأوضاع في البلاد.
وسم وموجة ثورية
حركة «طلاب ضد الانقلاب»، واحدة من أبرز الحركات التي انطلقت من ميدان رابعة، دشنت موجة ثورية جديدة، مطلع شهر يونيو/حزيران الجاري تحت شعار «سنتك سوداء»، ضد الرئيس «عبد الفتاح السيسي»، بمناسبة قرب مرور عام على انقلابه والاستيلاء على حكم مصر، في 8 يونيو/حزيران القادم.
ونوهت الحركة في بيانها الأول في تلك الذكرى أنه «لافتضاح كل أركان مؤامرة الانقلاب وتنصيب السيسي. عام مر مُذ خرج علينا الديكتاتور في حُلّته منصِّبًا نفسه رئيسًا لمصر رغمًا عن أهلها، وتحت تهديد سلاح جيشها، وفي سبيل ذلك ارتكب أبشع الجرائم في حق الوطن وأهله».
ودعت الحركة مجددا في 7 يونيو/حزيران الشعب إلى المشاركة في تظاهرات عند قصر الاتحادية، الذي شهد الاثنين الماضي تشديدات أمنية وانتشارا للمدرعات في محيطه، في موجة توحد القوى الثورية والحركات السياسية والشعبية والطلابية لمواجهة إجرام الأجهزة القمعية، واستبدلت الحركة ميدان الاتحادية بمظاهرة استمرت نحو نصف ساعة أمام المحكمة الدستورية العليا على كورنيش المعادي قطعوا فيها طريق الكورنيش وأطلقوا الألعاب النارية.
المتحدث الرسمي باسم الإخوان «محمد منتصر» غرد عبر حسابه على تويتر محييا الثوار وموجتهم مطالبا بأن تكون الجمعة المقبلة ثورية بامتياز وقال «تحية إلى ثوار مصر الذين خرجوا اليوم ليزأروا ويعلنوا أن هذا الشعب عن بكرة أبيه يرفض الانقلاب العسكري الدموي ولا يعترف بهذا السفاح».
تضامن ثوري
وتأكيدا لحقيقة السنة الأولى أصدرت حركة الاشتراكيين الثوريين المعارضة تقريرا بعنوان «الحقوق والحريات في العام الأول للسيسي» على موقعها الالكتروني الرسمي، قالت فيه «لم يُخيب السيسي الظنون في توجهات نظامه المباركية (نسبة إلى المخلوع مبارك الذي أطاحت به ثورة يناير)، فتعرض المجال العام لإغلاق تام، وساد التضييق على كل شيء، وكل نشاط سياسي أو اجتماعي أو ثقافي، وعادت السلطات الأمنية لتتحكم في كل شيء».
وأضاف التقرير بالقول «الوضع الاقتصادي فلم يتطور خطوة واحدة، ولم نر سوى مجموعة من المشاريع الوهمية والوعود المستقبلية، التي لا ندري عن تفاصيلها أي شئ، مثل مشروع المليون وحدة سكنية الذي أُغلق تماما، والمؤتمر الاقتصادي، الذي أقيم في مارس/أذار الماضي، الذي لم تطلعنا الحكومة على ما تم فيه من صفقات وتعاقدات بشكل حاسم وشفاف.. بالإضافة للتسهيلات المستمرة لرجال الأعمال في مقابل غلاء الأسعار ورفع الدعم عن الفقراء».
إنجازات وهمية
العنوان الأبرز لهذة السنة كانت الإنجازات الوهمية والوعود الزائفة التي حاول «السيسي» ونظامه عن طريقها بناء زعامة زائفة أو صنع التفاف شعبي حول نظامه، وكانت من أبرز التغريدات التي تثبت ذلك المعنى تغريدة للحساب الرسمي لـ«البنك الدولي» على «تويتر» تقول: «نصف سكان مصر تقريباً #فقراء أو محتاجين لعدم امتلاكهم المال اللازم للحصول على الاحتياجات الرئيسية مثل التعليم والصحة».
كما نشر برنامج اليوتيوب «ٔلش خانة» حلقة من خلال موقعيه على الفيس وتويتر بعنوان «السيسي 365 – الفساد» مستعينا في 99٪ من الأخبار التي تثبت محتوى اتهامه بالجرائد المصرية المرضي عنها من الحكومة والمجلس العسكري، مستعرضا الأزمات الطاحنة وجرائم بشعة، ابتداءً من جرائم القتل الممنهجة والدماء التي غطت شوارع الوطن ولم تفرق بين أطيافه، مرورًا بجرائم الاعتقال لكل رموز الثورة واعتقال نحو 176 برلمانيا وطلاب الثانوية والجامعات منهم 200 طالب ثانوي يؤدون الامتحانات هذا العام، علاوة على عمليات الإخفاء القسري، والتعذيب في السجون والأقسام، وانتهاك كل حقوق الإنسان بما فيها حق المرأة ، سواء الاجتماعية أو السياسية.
ومن مقاطع الفيديو الساخرة التي تداولها أغلب المغردين عبر الوسم فيديو للإعلامي «إبراهيم عيسى» الذي قال: «السيسى مالوش أى انجاز فى أول سنة من حكمه وإذا استمر كده هييجى بلدوزر يشيله..».
وعلق الحقوقي المهندس «هيثم أبوخليل» ساخرا على صفحته بعد ضبط 1500 حمارا في مزرعة بالفيوم بينها 80 حمارا مذبوحا معدة للوصول للجزارين : «السيسي سد الفجوة الغذائية للحوم بالحمير».
أحدث السواد
الناشطة أسماء غزال قالت إن أحدث سواد «السيسي» هو في أن في ذكرى عامه الأول «الجيش المصري يقتل عددا من العمال المعتصمين بأسمنت العريش بعد إضرابهم عن العمل للمطالبة بحقوقهم».
وقالت المغردة «شمس الحق»:«الملحدون يبدأون إجراءات إطلاق أول فضائية لنشر فكرهم، بس محدش يقول أنها حرب ع الإسلام خالص..دي حرب ع الإخوان بس».
أما «عمار الفاتح» صاحب حساب «تسقط دولة العساكر» فيقول: «اليوم انتهت مهلة العسكر الثانية ـــــ ستة أشهر ـــــ لاختراع الكفته الوهمي في ظل عدم وجود أي تبرير من سلطات الانقلاب».
ولفت المغرد «محمود أبو عجيزة» إلى أن سيناء، المستقرة تحت سيطرة الجيش بحسب مصادر صحفية حكومية، ليست كما يدعي الإعلام الرسمي قائلا: «اذهب إلى العريش، ولتستأجر سيارة مخصوصة لتصل بها إلى أماكن سيطرة المُجاهدين (الكلام بجد مش هزار)..مهزلة مصرية».
كثير من المغردين طبقوا قاعدة «شر البلية ما يضحك» فالمغردة «أنا ربعاوية» قالت إن :«أهم انجازات السيسى.. راح زار البنت المغتصبة في ميدان التحرير في المستشفى وأخد بوكيه ورد أحمر، وقالها ياريتنى كنت أنا».
الخليج الجديد