الإيمان بالله، الالتزام الصارم تجاه الأسرة، التواضع، والطهارة… صفات اتسمت بها أسرة أميركية محافظة مكوّنة من 19 ولدا إضافة إلى الأب والأم.
سعت هذه الأسرة إلى تطبيق تعاليم ترى فيها ممارسة صحيحة للديانة المسيحية، وإلى نشر تلك التعاليم أيضا. فكانت حياتها محورا لبرنامج من تلفزيون الواقع على محطة أميركية محلية منذ 2008.
عام 2015، لم يكن كغيره من الأعوام بالنسبة لأسرة جيم بوب وزوجته ميشيل دوغار. فبعد نحو سبع سنوات من مشاركة الناس تفاصيل حياتهم ونشرهم “التربية الأخلاقية” لأسرة كبيرة، أوقفت المحطة البرنامج.
والسبب؟
اعتبر كثيرون على مدى سنوات أن هذه الأسرة تمنح أطفالها تربية “مثالية”، تزرع في قلوبهم المحبة والأخلاق واحترام الذات والآخرين، إضافة إلى فرضها اعتماد تعاليم دينية “تدعم حاضرهم وتؤسس لمستقبل سوي”.
غير أن ظنون هؤلاء خابت بعد فضيحة جنسية هزت الأسرة، عندما أثارت تقارير إعلامية مؤخرا قضية تحرش بخمس فتيات تورط بها الابن البكر للعائلة (27 عاما) حين كان مراهقا.
واعترف جوش بفعلته قائلا “قبل 12 عاما تصرفت بشكل غير مبرر وأنا آسف للغاية ونادم بشدة. ألحقت الأذى بالآخرين، بمن فيهم عائلتي والأصدقاء المقربين”.
وأضاف “اعترفت بذلك لأهلي الذين اعتمدوا خطوات عدة لمساعدتي في معالجة الوضع. تحدثنا مع السلطات واعترفت بمخالفاتي”، متحدثا عن تلقيه جلسات استشارية.
وقف الزوجان بجانب ابنهما واعتبرا أن المحنة التي مرت بها العائلة في ذلك الوقت جعلتها أقرب إلى الله.
ودافعت اثنتان من أخوات جوش عنه في مقابلة معهما، مبديتين امتعاضا من ردة فعل وسائل الإعلام حيال تسريب تقرير للشرطة حول اتهامه بالتحرش بخمس فتيات قاصرات، أربع منهن شقيقاته.
عائلة محافظة.. أسلوب حياة
طاعة الله محور حياة هذه العائلة. هو حاضر في تصرفات أفرادها. يظل في ذهنهم أنهم يطلبون منه المساعدة.. يلبي احتياجاتهم، يستشيرونه.. يستجيب له.. والأهم لا يغضبونه.
فهم يعتبرون أن الجنس خارج إطار الزواج خطيئة كبرى ويرفضونه بالمطلق، بل ويحرمونه.
والعائلة التي تتبع تعاليم دينية محافظة ترفض تحديد النسل. وتقول إن الله يحدد عدد الأطفال الذين سيمنحهم الحياة.
وتشير إحدى أفراد هذه الأسرة إلى أن البرنامج هو مجرد فرصة أعطاها الله للعائلة لتظهر على التلفزيون، ولتشارك حياتها مع الآخرين.
لا يذهب أفراد هذه العائلة إلى المدارس كغيرهم من أبناء جيلهم، بل يتلقون التعليم في المنزل. وهم لا يؤسسون صداقات خارج محور معارف العائلة، إضافة إلى التشدد في وسائل الترفيه وحصرها بما يوافق عليه الوالدان.
كل هذه “المثاليات” لم تكن مفيدة لجوش.. ضرب بها عرض الحائط بملاطفته شقيقاته وصديقاتهن إلى حد التحرش!
العائلة والسياسية
“نجوم” العائلة ارتبطوا بالسياسة والسياسيين، في علاقة فائدة متبادلة بين الطرفين.
وأبدت الأسرة، التي تتحدر من ولاية أركنساس، دعما للسياسيين الأميركيين من ذوي التوجه المحافظ في الولايات المتحدة. وكان أفرادها عنوان حملات انتخابية لمرشحين جمهوريين لمناصب حكومية في السنوات السابقة.
وقال رب الأسرة، وهو ممثل سابق لولاية أركنساس، في إحد تصريحاته إن وجود كتلة انتخابية “غير نشطة” حرمت ميت رومني من الفوز برئاسة الجمهورية عام 2012.
(سوا)