قالت صحيفة “فايننشيال تايمز” البريطانية، إن جماعة “الإخوان المسلمين” تشهد صراعًا واضطرابات داخلية تدفع جيل الشباب لتكتيكات مواجهة أكثر مع الدولة، مع رفض دعوات الالتزام بعدم اللجوء إلى العنف من القادة كبار السن.
وأضافت “قد تنفجر الخلافات داخل الجماعة لتخرج إلى العلن من خلال مقالات الرأي والبيانات والمناقشات الساخنة بوسائل التواصل الاجتماعي، والمواقع القريبة من الحركة الإسلامية التي تم حظرها من قبل الحكومة”.
وتابعت “شعار النشطاء الإسلاميين الشباب هو “أي شيء ماعدا الرصاص”، ما يعني أن أي شكل من أشكال التخريب باستثناء إطلاق النار يعد مقبولاً”.
وأكد المتحدث باسم الجماعة محمد منتصر أن هناك قرارات لمتابعة ما وصفه بـ “الطريق الثوري” مع كل آلياته، ما يعني شكلا من أشكال العنف المسموح به”.
وأضاف: “الجماعة صدقت على دعوة وقع عليها عشرات رجال الدين المسلمين من جميع أنحاء العالم وصفوا خلالها النظام المصري بـ “القاتل”، وقال إنه يجب كسر جميع الوسائل المشروعة”.
ورأت الصحيفة أن “القادة كبار السن رفضوا أي تحركات نحو المواجهة العنيفة”. وفي هذا الإطار، قال عمرو دراج، الوزير السابق بحكومة مرسي من منفاه بتركيا: “لا نقبل أن تذهب الثورة إلى صراع عنيف أو مسلح”.
وقالت “فايننشيال تايمز”، إن “الانشقاق يهدد بتقويض تماسك الجماعة الداخلية الذي هو أحد الأسباب الرئيسية التي ضمنت بقائها 90
عامًا في بيئة سياسية لا يمكن التنبؤ بها في مصر”. ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم: “أي تصعيد كبير في العنف من قبل أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، قد يسلم السلطات مزيدًا من الذخيرة في معركة الرأي العام بالداخل والخارج”.
وأضافوا: “هذا يمكن أن يؤدي أيضًا إلى ارتفاع مستويات العنف في مصر مع بدء تعافي البلاد بعد أربع سنوات من آخر اضطراب ثوري، والجيل الجديد من الجماعة الذي انتخب بمناصب قيادية العام الماضي، يتهم الرموز القديمة بسوء إدارة فترتي السلطة وما بعد عزل مرسي، إذ يشعرون بالغضب ليس فقط من القمع القاسي على أصدقائهم وزملائهم، لكن من القادة كبار السن الذين يوجهون استجابات منخفضة من أجل الحفاظ على ما تبقى من هيكل الجماعة”.
ولفتت الصحيفة إلى أن “هناك خلافًا بين الجيل الأكبر سنًا، الذين يعتقدون أن الدولة ستجد نفسها مضطرة في النهاية للتوصل لاتفاق مع الإسلاميين، ومع الجدد الذي لايرون مجالاً لتحقيق المصالحة”.
ونقلت “فايننشال تايمز” عن شادي حامد، الزميل في معهد “بروكينجز”، قوله: “أعتقد أن ما تغير هو النظرة إلى الدولة باعتبارها عدو يمكن أن يتم هزيمته وليس إصلاحه أو تصليحه”. وأضاف: “رأينا في الأشهر الأخيرة انفتاحًا تجاه ما يسمونه “العنف الدفاعي”، لكن هناك صعوبة حيث قد يتحول العنف الدفاعي لعنف هجومي”.
من جانبه، أعرب يحيى حامد الذي شغل منصب وزير الاستثمار بحكومة مرسي من المنفى في تركيا عن قلقه من استقطاب شباب الجماعة، وقال: “لا أقصد مجرد جماعة الإخوان المسلمين، ولكن الثورة كلها”. وحذر محللون من أن الميل نحو مزيد من العنف يمكن أن يأتي بنتائج عكسية فقط.
وفي هذا الشأن، قال خليل العناني محاضر بجامعة جونز هوبكنز: “إذا اتجهوا للعنف، سوف تكون هناك خسارة على جميع المستويات، حيث شكل القمع الماضي غراء يمسك الحركة معا، لكنها الآن على مفترق الطرق، ويبدو لي أن النظام قد نجح في دفعهم نحو الانقسامات”.