قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية في تقرير لـ”بن هوبارد”: إنه وبعد نجاح مقاتلي تنظيم القاعدة باليمن في هزيمة الجيش بالمكلا جنوب البلاد،قام المسلحون باجتياح المدينة والسيطرة على المباني الحكومية وإطلاق سراح المسلحين من السجن وسرقة ملايين الدولارات من البنك المركزي.
وأشارت إلى أن المفاجأة بالنسبة للجميع كانت عندما قام مسلحو القاعدة بتسليم إدارة المدينة لمجلس مدني وأعطوه ميزانية لدفع الرواتب واستيراد الوقود ودفع المال لفرق مخصصة للنظافة بدلا من قيام المسلحين برفع أعلام التنظيم على المباني وفرض الشريعة الإسلامية.
وأضافت أن مقاتلي القاعدة أصبحوا في خلفية المشهد واحتفظوا فقط بقسم شرطة واحد للفصل في النزاعات.
وذكرت الصحيفة أن سيطرة االقاعدة على خامس أكبر مدن اليمن في أبريل الماضي كان أكبر دليل على أن الفصيل الأقوى للقاعدة في اليمن آخذ في التطور بعد سنوات من هجمات الطائرات بدون طيار الأمريكية التي تسببت في قتل قياداته،وأشارت إلى أن التنظيم آخذ في التطور والتغيير لمواجهة التحدي الذي يمثله تنظيم “داعش”.
وتحدثت عن أن صورة تنظيم القاعدة ظلت طويلا متمثلة في أنه التنظيم الذي يخطط في الخفاء لتنفيذ هجمات ضد الغرب، لكن أفرع التنظيم حاليا في سوريا واليمن أصبحت لديهم قضايا مشتركة مع التنظيمات المحلية في ساحة المعركة.
واعتبرت أن تغيير فكر وإستراتيجية التنظيم في سوريا واليمن يبعده بذلك عن هدف زعيمه السابق أسامة بن لادن الذي تمثل في تركيز مقاتلي التنظيم على استهداف العدو البعيد في الغرب وليس الدخول في التمرد المحلي.
وذكرت أن الأسابيع الأخيرة شهدت تحالف القاعدة في اليمن مع قبائل مسلحة لقتال الحوثيين المدعومين من إيران، وهو التحالف الذي أصبح في نفس الجانب مع الولايات المتحدة والسعودية في الحرب الأهلية الدائرة حاليا باليمن.
وأضافت أن التنظيم في سوريا يمثل ركنا مهما داخل التحالف الذي يقاتل بشار الأسد والذي يشمل مجموعات مدعومة من الغرب كذلك.
واعتبرت أن تلك الإستراتيجية تخدم التنظيم الذي كان يتصدر قائمة أعداء الولايات المتحدة، وتسمح له ببناء قاعدة من الدعم المحلي توفر له بعد الغطاء ضد تهديدات التدخل العسكري الأجنبي.
ونقلت عن محللين أن تعاون القاعدة مه آخرين سيمنح التنظيم ميزة على المدى البعيد في منافسته مع مسلحي الدولة الإسلامية “داعش”.