وصل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي القاهرة قبل ظهر الثلاثاء في زيارة مفاجئة لم يعلن عنها من قبل. وكان في مقدمة مستقبلي ولي عهد أبوظبي عبد الفتاح السيسي لدى وصوله مطار القاهرة الدولي.
وتأتي زيارة محمد بن زايد للقاهرة واجتماعه بالسيسي عشية زيارة توني بلير مبعوث الرباعية الدولية لمحادثات السلام في الشرق الأوسط سابقا لمصر لم يكشف عن فحواها. وكشفت تسريبات سابقة من مكتب السيسي أن بلير يتمتع بعلاقات مباشرة وقوية مع السيسي وجهاز المخابرات المصري بصورة تتيح له طلب مقابلة من يشاء وقتما شاء وذلك بحسب التسريبات التي أكدت مصادر أمريكية صحتها.
كما تتردد أنباء أن بلير يرتبط بعلاقات وطيدة مع ولي عهد أبوظبي وضابط الأمن الفلسطيني محمد دحلان الذي ظهر أكثر من مرة في جولات وزيارات لمحمد بن زايد في مناسبات عديدة.
وينعقد في القاهرة على مدار يومين مؤتمرا للمعارضة السورية بدأ الاثنين (8|6) ومن المنتظر أن يعلن المؤتمر عن تشكيل كيان سياسي بديل للإئتلاف السوري المعارض في سياق جهود نظام السيسي وأبوظبي عزل إخوان سوريا من التمثيل الشرعي للثورة السورية وفق ما يرى مراقبون.
بينما ربط مراقبون آخرون أن هذه الزيارة تأتي بعد نحو 48 ساعة من الانتخابات التركية التي أسفرت عن تراجع ملحوظ للحزب الحاكم في تركيا، وهي النتيجة التي كانت مثار “ارتياح وترحيب” في أبوظبي وطهران وتل أبيب والقاهرة ودمشق.
وقبل يومين من زيارة ولي عهد أبوظبي التي لم يعلن جدول أعمالها ومدتها ألغت محكمة مصرية اعتبار حركة حماس منظمة “إرهابية” وذلك في إشارة إلى بعض الملفات والظروف المحيطة بزيارة محمد بن زايد المفاجئة للقاهرة.
ولم يستبعد مراقبون أن تكون الزيارة مرتبطة بملف العلاقات الثنائية بين أبوظبي والقاهرة على خلفية اتهام مصدر رسمي مصري لأحمد شفيق وجهات إماراتية لم يُسمها بالوقوف خلف حملة جديدة تستهدف نزع شرعية السيسي والعمل على إعادة شفيق رئيسا لمصر بعد الادعاء بأن الرئيس محمد مرسي قد فاز بانتخابات مزورة ما يعني ضمنا أن شفيق هو الرئيس الفعلي. وقد عبر مسؤولون مصريون صراحة عن استيائهم من تحركات شفيق الأخيرة وسط تأكيد مراقبين بأن تصريح السيسي في ألمانيا أن الرئيس مرسي فاز بانتخابات شرعية كان موجها للإمارات أكثر من شفيق.