زعمت الأديبة ودكتورة التاريخ الإسرائيلية “إيستر شنيؤرسون جيري” أن الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر خطط خلال حركة يونيو (حزيران) 1967 لضرب التجمعات السكنية في إسرائيل بالسلاح الكيماوي وأن وثائق حصلت عليها إسرائيل أثبتت أنه بنى معملا في سيناء لتصنيع الغازات السامة، وتم تزويد كل الجنود المصريين بأقنعة واقية وقفازات مطاطية طويلة وأحذية مطاطية.
واستهلت “إيستر” مقالها على موقع “news1” باستعراض حالة الخوف في إسرائيل في الأيام التي سبقت الحرب فقالت:” كانت أيام الانتظار التي سبقت الحرب صعبة. حالة الطوارئ في كل أنحاء إسرائيل، رعب شعبي كبير، وتجنيد واسع النطاق للاحتياط. قادت صحيفة “الأهرام” الأكثر أهمية في العالم العربي آنذاك، والمحطة الإذاعية الشهيرة “صوت العرب” حملة تحريض ضد إسرائيل. وشعارات مثل ” سنلقي بالرجال في البحر و نأخذ النساء” كان يتم بثها ليلا ونهارا”.
في يوم 15 مايو 1967 وفي ذروة يوم الاستقلال، عبرت قوات برية مصرية قناة السويس ودخلت إلى سيناء. كانت الدول العربية تتسلح طوال الوقت. زود الروس مصر بكميات كبيرة من السلاح الجديد، وكذلك حصلت سوريا على الكثير من المعدات الحربية. على حد قول دكتورة التاريخ الإسرائيلية.
وتابعت “كانت الهضبة السورية التي تطل على الكثير من البلدات العربية محصنة بشكل قلما يوجد مثيل له في العالم. الجيش الأردني تزود بسلاح بريطاني وأمريكي. لم يرغب الملك حسين في التخلف عن الزعماء العرب الآخرين واشترى دبابات أمريكية من طراز “باتون” وطائرات بريطانية من طراز “هانتر”.
كذلك- والكلام لـ”إيستر”- تسلح سلاح الطيران العراقي بطائرات جديدة. كانت مصادر الأسلحة مفتوحة على مصراعيها أمام العرب، في الوقت الذي كان سوق السلاح مغلق تقريبا أمام إسرائيل. وفي مقابل هذه القوة العسكرية كان على إسرائيل الصغيرة 2.5 مليون نسمة إيجاد حل، حيث كان من المعروف أنها لن تتمكن أبدا من خلق توازن قوى مع الدول العربية في كل ما يتعلق بالأعداد والأدوات.
وقالت إن وزير الخارجية الإسرائيلي “أبا إيبان” سافر لمقابلة الرئيس الأمريكي “ليندون جونسون” وتوسل له أن يكسر الحصار على مضيق تيران الذي فرضه “الديكتاتور المصري” جمال عبد الناصر ، دون جدوى. رابين الذي كان رئيسا لأركان الجيش الإسرائيلي قال معبرا عن الوضع :”أعتقد أننا بصدد مواجهة وضع لا أرغب في التعبير عنه بالكلمات..لكن سيكون هناك تهديدا حقيقيا لوجود إسرائيل”.
وأضافت أنه رغم إدخال قوات مصرية لسيناء، وحصار ميناء إيلات، وإنشاء قيادة مصرية أردنية سورية هدفها المعلن شن هجوم على إسرائيل، إضافة لغرفة عمليات في الأردن برئاسة جنرال مصري، والإعلان عن خطوات عربية تتخذها الجيوش العربية لتدمير إسرائيل.
“مع ذلك لم تسارع إسرائيل في شن الحرب، حتى عندما علمت أن هناك في شبه جزيرة سيناء معمل لتصنيع الغازات، ومن خلال وثائق وقعت في يد إسرائيل في أيام الحرب اتضح أن المصريين كانوا ينوون تفجير وقصف التجمعات السكنية بالغازات، وأن الجنود المصريين جرى تزويدهم بأقنعة واقية وقفازات مطاطية طويلة وأحذية مطاطية”.
تقول “إيستر” مفاخرة إنه مع اندلاع الحرب، ورغم المعطيات التي لا تصب بالمرة في صالح إسرائيل حدثت “المعجزة” على حد تعبيرها، وسحقت إسرائيل في 3 ساعات كل أسلحة الطيران العربية، فلم تسمح طائراتها للطائرات العربية بالإقلاع حتى، وبدت الدبابات العربية مشتعلة ككرات اللهب، وخاض الجنود “حربا مقدسة”، وبعد 6 أيام “أسطورية” لم يبق ولو جندي عربي واحد يقف في مواجهة إسرائيل على حد قولها.
واعتبرت أن “إسرائيل” الصغيرة ومحدودة الموارد والسكان، مقارنة بأعدائها من العرب فعلت ما لا يصدق ” وصل جنود إسرائيل إلى مشارف مصر حتى ضفة القناة، احتلت الضفة الغربية وشبه جزيرة سيناء والجولان وجبل الشيخ، والقدس بما فيها الحرم القدسي الشريف.