قالت صحيفة “التايمز” البريطانية إن إيران تدفع بمقاتلين وأسلحة للدفاع عما تبقى من معاقل قوية لنظام بشار الأسد في سوريا، وذلك بالتزامن مع إشارات تظهر أن نظام دمشق يحضر لتقسيم فعلي للبلاد.
وقالت الصحيفة إن قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني زار في الشهر الماضي مدينة اللاذقية، معقل الطائفة العلوية التي ينتمي إليها رئيس النظام السوري بشار الأسد، لتقييم الوضع بعد تقدم المعارضة السورية المسلحة من مدينة إدلب.
ويشير التقرير إلى أن مصادر إيرانية تقول إن الجنرال قاسم سليماني كان غاضبا من حالة الجزع التي شاهدها بين قوات الجيش السوري. وقال سليماني لهم: “لماذا طأطأتم رؤوسكم؟”، وأضاف قائلا لهم: “يدفع الشعب السوري ضرائب من أجل توفير رواتبكم، ومن أجل اليوم الذي تدافعون فيه عنهم ضد عصابة الحيوانات الشريرة، لماذا فقدتم أعصابكم؟”.
وتبين الصحيفة أن المعنويات بين أفراد الجيش السوري في تراجع مستمر، بعد سلسلة الهزائم التي تعرض لها الجيش السوري، بما في ذلك هزيمة الجنود في مواقع للدفاع عن العاصمة دمشق، كما سقطت مدينة تدمر وإدلب وجسر الشغور.
وينقل التقرير، الذي ترجمته “عربي21″، عن دبلوماسيين غربيين في العاصمة دمشق قولهم إن النظام يتحرك نحو قبول واقع تظل فيه سوريا مقسمة فعليا، حيث تنسحب القوات السورية إلى المناطق الاستراتيجية التي يمكن الدفاع عنها وتحصينها بقوة، مثل حماة وحمص ودمشق والمناطق المرتبطة بها.
وتنقل الصحيفة عن مصدر قوله: “إن الحقائق على الأرض كلها تشير إلى هذا الواقع”، مضيفا أن “النظام حرف انتباهه للدفاع عن المناطق في البلاد التي يستطيع الدفاع عنها، وترك الباقي للمعارضة المسلحة وتنظيم الدولة “.
ويلفت التقرير إلى أن مصادر عسكرية تقول إن الجنرال سليماني رتب عملية نقل لأسلحة جديدة وقوات نظامية من إيران؛ لمساعدة النظام السوري، والدفاع عن العاصمة دمشق، ودحر قوات المعارضة، التي تقترب من إدلب نحو اللاذقية.
وتذكر “التايمز” أنه بحسب الصحافة الإيرانية، فقد أعلن سليماني من دمشق أن “العالم سيفاجأ في الأيام المقبلة بما نقوم بالتحضير له نحن والجيش السوري”.
وتقول المصادر الإيرانية إن الجنرال عبر عن غضبه، بعد تسريب تصريحاته من مسؤول سوري، في محاولة لرفع معنويات الجيش السوري. وقد أشارت المصادر إلى أن أولويات إيران ليست الحفاظ على النظام السوري من أجل عيونه، ولكن من أجل حماية خط الإمدادات لحزب الله، الذي يعد الحليف الاستراتيجي الآخر لإيران في لبنان، بحسب الصحيفة.
ويورد التقرير قول مصدر إن “كل شيء يعتمد على هذه الحملة”، ملمحا إلى أن الدعم الإيراني لنظام الأسد قد يتراجع في حال فشلت العملية العسكرية، التي يتحدث عنها سليماني.
وتفيد الصحيفة بأن إيران أدت دورا مهما في دعم النظام، خاصة في محاولاته لقطع خطوط الإمدادات عن المقاتلين السوريين في مدينة حلب في شهر شباط/ فبراير الماضي.
وينوه التقرير إلى أن النظام يقوم بتقوية دفاعاته في اللاذقية، من خلال تشكيل فصيل علوي يتكون من شبان الطائفة الذين فشلوا في الخدمة العسكرية. وقد وزع الجيش بيانا يعرض فيه على الهاربين من الخدمة العسكرية حل وضعهم “القانوني” في حال انضموا إلى درع الساحل، وسيحصل من يتقدم منهم على راتب شهري مقداره 40 ألف ليرة سورية.
وتختم “التايمز” تقريرها بالإشارة إلى أن ناشطين يقولون إن النظام يستخدم القوة لإجبار الشبان ومن هم تحت سن الأربعين للانضمام إلى درع الساحل.