قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما رفعت تقريراً إلى الكونغرس انتقدت فيه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، متهمة إياه بخنق الحريات واعتقال الآلاف من المعارضين السياسيين، فضلاً عن انتهاكات قوات الأمن المسؤولة عن عمليات قتل تعسفية وغير قانونية.
وعلى الرغم من طبيعة الانتقادات الكبيرة التي وجهها تقرير البيت الأبيض، فإنه عاد لتأكيد أهمية مصر للأمن القومي، حيث تتلقى القاهرة مساعدات أمريكية بقيمة 1.5 مليار دولار أمريكي سنوياً، ولا يعرف هل كانت واشنطن ستتخذ إجراء بشأن هذه المساعدات أم لا؟
التقرير تقدمت به إدارة أوباما في 12 مايو/أيار الماضي، دون إعلان أو ضجة حتى لا تتسبب بمزيد من الإحراج، خاصة أنها عملت على تقوية علاقاتها مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وعلى الرغم من التقارير التي تتحدث عن الانتهاكات التي يمارسها نظام السيسي، فإن دبلوماسيين غربيين تحدثوا مع محمد لطفي، أحد نشطاء حقوق الإنسان، وقال لهم إن إدارة البيت الأبيض ترتكب الخطأ ذاته عندما دعمت نظام حسني مبارك.
يذكر أن القاهرة منعت لطفي من السفر إلى ألمانيا أثناء زيارة قام بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى برلين.
ويضيف لطفي: “السيسي خلق جيلاً من الإرهابيين، وتم تصديرهم إلى العراق وسوريا، كل ذلك نتيجة سحق آمال التغيير السياسي السلمي والديمقراطي”.
ويتابع: “لقد تضررت مصداقية أمريكا في المنطقة، ما يجري يتناقض مع قيمها”.
ويشير نشطاء إلى أن الحكومة المصرية قد تتخذ إجراءات صارمة خلال هذا الشهر مع الدعوة لاحتجاجات محتملة في الذكرى الثانية لعزل الرئيس محمد مرسي من قبل السيسي.
واعتقلت الشرطة المصرية خلال الأسابيع الثلاثة، ثلاثة من قادة التيار اليساري ومجموعة 6 أبريل التي حاولت الدعوة إلى إضراب يوم الخميس الماضي، حيث يشير محمد لطفي إلى أنه جار تتبع مصير 10 أشخاص تم الإعلان عن اختفائهم.
نجاد البرعي، محام بارز في مجال حقوق الإنسان، يتوقع أن يتم اعتقاله والقبض عليه بعد ثلاثة استدعاءات سابقة تتعلق بعمله في مجال حقوق الإنسان والدفاع عن المعتقلين.
ويتابع البرعي: “أنشطتي الماضية هي السبب، وأعتقد أنها تريد الانتقام مني، سيكون صيف هذا العام صعباً جداً”.
شريط مصور سُرب قبل أيام، أظهر قيام قوات الأمن المصري بقمع تظاهرة احتجاجية لعمال شركة الإسمنت المملوكة للقوات المسلحة في سيناء، حيث قال اثنان من العاملين، مشترطين عدم ذكر أسمائهم، إن مجموعة من العمال كانت تقترب من مكتب الإدارة لطلب سيارة إسعاف لزميلهم الذي أصيب بجروح عندما بدأ الجنود بإطلاق النار مما أسفر عن مقتل أحد العمال وإصابة اثنين آخرين بجروح.
وتقول نيويورك تايمز إن وزارتي الداخلية والخارجية لم ترد على رسائلها بهذا الخصوص.
سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش، اتهمت إدارة أوباما بأنها لم تلتفت إلى انتهاكات حقوق الإنسان في مصر، مشيرة إلى أن “هذه الانتهاكات تعد من أسوأ انتهاكات حقوق الإنسان”.
من جهته، قال إيمي هوثورن، الزميل البارز في مجلس الأطلسي والمسؤول السابق بوزارة الخارجية الأمريكية: إن “إدارة أوباما أرادت مع الانتقادات التي وجهتها للنظام المصري أن تمتدح بعض الخطوات الشكلية في الإصلاح”، مشيراً إلى أن “هذا الأسلوب هو ذات ما كانت تمارسه واشنطن مع الرئيس حسني مبارك ونظامه”.