قال الكاتب الإسرائيلي سمدار بيري، إن اللقاء الذي جمع الجنرال السعودي السابق أنور عشقي بالمرشح لإدارة الخارجية الإسرائيلية دوري غولد في واشنطن الأسبوع الماضي، ليس الأول بل هو الخامس.
وقال بيري بمقاله في صحيفة “يديعوت”، إن عشقي أخذ على نفسه تحديا غير بسيط فهو متفانٍ لخدمة مبادرة السلام السعودية. ليس مؤكدا أنه نجح في إقناع غولد ونتنياهو بأنها حانت لحظة الحقيقة. فهما متمسكان بالموضوع الإيراني، لكن في المقابل، فإن أحدا في الرياض لم يذكر لقاء عشقي بالصحافة الإسرائيلية.
وأضاف: “يبدو أن الأمير تركي الفيصل حين التقى عاموس يدلين سابقا، والجنرال عشقي، كانا قد اجتازا اختبار نار مسبق كونهما مسؤولي استخبارات، وحتى وإن جاءا من دول لا تقيم علاقات مفتوحة، فمن السهل إيجاد لغة مشتركة. فهم يعرفون الآخرين من الأوراق ويحددون من هو العدو الذكي ومن العدو حامي الرأس والجنرال يعرف أن غولد قريب من أذن نتنياهو”.
ولفت بيري إلى أنه وقبل ثلاثة أسابيع من المؤتمر الاقتصادي في إِسرائيل، أجريت مقابلة صحفية مع عشقي. وكانت هذه مقابلة أولى لمسؤول سعودي مع صحيفة إسرائيلية، والحقيقة أنه لم يكن صعبا إقناعه. فقد أصر عشقي على أن ينقل رسالة واضحة إلى نتنياهو مفادها أنه “حان الوقت لأن تعترف إسرائيل بمبادرة السلام السعودية التي بدأت تصدأ منذ 13 سنة، ورؤساء الوزراء في القدس يتجاهلونها أو يفرون منها”.
وقالا إنه يصعب الشك باستقلالية تحركات عشقي الذي يحمل الكثير من ألقاب “السابق”، وحتى بعد أن انكشفت اتصالاته مع الإسرائيليين فإنه يذهب إلى بلاده ويأتي منها بلا مشاكل؛ ومن جهة ثالثة لم تذكر كلمة في السعودية لا في الصحف ولا في المواقع الاجتماعية عن المقابلة مع “يديعوت أحرونوت” وعن الدوافع التي تقف خلف الظهور المفاجئ مع غولد. ووحدها مواقع الأخبار في طهران كرست عناوين رئيس لاذعة لتحذيرات غولد ضد البرنامج النووي وتحذير عشقي من أن “إيران تسعى إلى السيطرة على المنطقة”.