رأى الكاتب والأكاديمي السعودي خالد الدخيل أن هناك قلق مصري بشأن خيارات السعودية بالمنطقة العربية وخاصة الملف السوري والإيراني.
وتحدث الدخيل في مقال له نشره بصحيفة الحياة اللندنية بعنوان ” قلق مصري مثير للقلق ” عن نشر صحف سعودية ومصرية تقارير متشابهة التقت على تأكيد معنى واحد، وهو أنه لا يوجد خلاف بين الرياض والقاهرة فيما يتعلق باليمن وسورية.
وتابع الدخيل: “فيما نشرت صحيفة “الشروق” نقلًا عن مصادر مصرية رسمية أن القاهرة أبلغت الرياض خشيتها من أن ما تصفه مصر بـ (المبالغة) في الانفتاح على أذرع جماعة الإخوان المسلمين في الدول العربية ومحاولة الاعتماد عليها لإنهاء الأزمة في اليمن أو لملمة الوضع في سورية سيؤديان حتماً لعواقب وخيمة على الاستقرار الإقليمي.
وتساءل الدخيل: “أيهما أقرب للحقيقة.. تقارير الصحف التي نقلت ما قاله وزيرا الخارجية السعودي والمصري في مؤتمرهما الصحافي؟ أم ما نقلته الشروق عن مصادر مصرية رسمية؟، عند التدقيق في ما نقل عن المؤتمر الصحافي تبرز فجوة لا يمكن تفاديها بين ما قاله الجبير وما قاله شكري عن الموضوع نفسه.
ويرى الدخيل أن الرياض واضحة ومباشرة في موقفها، وهو أن سقوط الأسد أصبح الخطوة الأولى لوضع حد للمأساة السورية، أما القاهرة فتبدو مترددة، ولم تحزم أمرها بعد، ومن هنا تتسم لغتها الديبلوماسية بالعمومية، وعدم الوضوح والمباشرة.
وذكر: “نواجه الغموض المصري ذاته في موضوع آخر تناوله الوزيران في مؤتمرهما الصحافي، وهو التدخلات الأجنبية في العالم العربي، فقد ذكر الجبير إيران بالاسم باعتبارها الوحيدة التي تقوم بهذا التدخل، فيما أكد الوزير شكري رفض مصر وجود أي تدخلات خارجية من خارج الإقليم في المقدرات العربية أو في الأمن العربي لكنه تفادى ذكر إيران، وما تقوم به في العراق، وسورية، ولبنان”.
وأوضح الدخيل أن الخلاف بين السعودية ومصر حول انفتاح أذرع جماعة الإخوان المسلمين يوحي بأن الطريقة التي تعاملت بها مصر مع مشكلة “الإخوان” في الداخل لم تؤدِ إلى حلها، بل جعلت منها مأزقاً مصرياً مؤرقاً، يكبل خياراتها الاستراتيجية إقليمياً في مثل هذه المرحلة الحرجة عربياً.
وأردف: ” يبدو أن وجود قلق مصري من خيارات السعودية هو الأقرب للحقيقة، لكنه قلق من دون رؤية أو بدائل، هو من نوع القلق المثير للقلق، ففي الماضي كانت السعودية هي القلقة من خيارات مصر، أما الآن يتبادل البلدان المواقع، ما يعكس عدم وجود رؤية مشتركة، وهذه ثغرة تتسلل منها إيران والميليشيات والإرهاب إلى المنطقة”.