نقش المعادلات الهندسية على ظهر المسطرة أو الحاسبة، وكتابة أبيات الشعر في ورقة يخبئها الطالب في بنطاله أو شراب الحذاء، أدوات غش قديمة بالية لا يعرفها جيل الإنترنت، الذي طوع ثورة الاتصالات للحصول على مجموع في نظام الثانوية العامة قاهر الأسر في مصر.
“شاومينج بيغشش الثانوية العامة”، اسم لصفحة كبيرة على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، تضم أكثر من 173 ألف طالب في الثانوية العامة المصرية، وشعار الصفحة “قاهر وزارة التربية والتعليم للعام الثالث على التوازي”.
كل ما على طالب الثانوية العامة أو الأزهرية هو تصوير صفحة الامتحان ورفعها على الصفحة، ليتلقى الإجابات الصحيحة من الأدمن أو من أحد الطلاب الموجودين في لجنة الامتحان، لتتوالى الإجابات الصحيحة، وغالباً ما يكون الزمن القياسي لتسريب الأسئلة بعد ربع ساعة من بداية الامتحان، لتنقلب وزارة التربية والتعليم رأساً على عقب بعد تسريب الامتحان، مما دعاها إلى إلغاء ثلاثة امتحانات للثانوية الأزهرية العام الماضي.
وأعلن أدمن “شاومينج” من خلال صفحته أن هذه الصفحة جاءت من أجل إنقاذ الطالب المصري من نظام التعليم العقيم، مؤكداً أنه لن يتوقف عن “تغشيش” طلاب الثانوية العامة؛ إلا في حال إصلاح منظومة التعليم كاملة، من تعليم أساسي وثانوي وجامعي، حتى يكون للشهادة الجامعية قيمة في سوق العمل، وليست ورقة تعلق في صالون المنزل من أجل الوجاهة الاجتماعية، كما طالب بإصلاح منظومة المراقبة على الثانوية العامة، ومعاملة الطلاب بآدمية، والتوقف عن معاملتهم كعبيد كما هو الحال.
ورغم تسريب وزارة التربية والتعليم أمس خبراً عن توصلها إلى بيانات أدمن صفحة “شاومينج بيغشش طلاب الثانوية العامة”، بالتنسيق مع مباحث الإنترنت بوزارة الداخلية، إلا أن الصفحة مازالت تعمل ويتناقش أعضاؤها مع الأدمن في تطوير وسيلة الغش؛ لتكون عبر برنامج الـ”واتس آب”؛ ليكون أكثر أماناً من تتبع “فيس بوك”.
في المقابل أكد مصدر مسؤول بوزارة التربية والتعليم، أنه تم الحصول على صورة الطالبين اللذين يقومان بتغشيش طلاب الثانوية العامة، لافتاً إلى أن أحدهما من حي حلوان، والآخر من مركز الحوامدية، موضحاً أن الطالب مؤسس الصفحة يدرس بكلية الهندسة جامعة حلوان، والآخر في أكاديمية طيبة.
في النهاية تلك التصريحات لم تمنع الأدمن من تسريب الامتحانات وخلق أفكار جديدة للغش الجماعي “أون لاين”.