أعلن مصدر مسئول عن تفاصيل زيارة رئيس أحد الأجهزة السيادية لأبوظبى قبل أيام للبحث والتنسيق فى ملفات عديدة منها اقناع مسئولى الإمارات العربية المتحدة بالحد مما تعتبره القاهرة تحركات غير مقبولة من جانب المرشح الرئاسى السابق أحمد شفيق والمقيم فى الإمارات منذ خسارته للانتخابات الرئاسية صيف ٢٠١٢ بفارق ضئيل امام منافسه مرشح جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسى الذى اقر الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال تصريحات له فى ألمانيا انه فاز فى انتخابات ديمقراطية حقيقية.
وبحسب المصدر فإن هذا المبعوث ليس الاول الذى يذهب إلى الإمارات لبحث هذا الملف كما أنها «ليست المرة الاولى التى نثير فيها هذا الامر ولكن الامور تأخد منحنى غير مقبول لأنه يتحرك الآن كما لو كان سياسيا فى المنفى وهذا غير حقيقى وغير مقبول».
ويقول مصدر رسمى مصرى بحسب “الشروق” ان القاهرة لا تمانع فى بقاء شفيق فى الامارات وهو فى كل الاحوال «اسمه على قوائم الترقب والوصول عكس ما يروج له» ولكن هناك «امور غير مقبولة ولا يجب ان تسمح بها الامارات التى بالتأكيد لا تريد أن تبدو كما لو كانت تحتفظ بورقة ضد نظام الحكم الحالى فى القاهرة».
وأضاف المصدر أن «احدا لا يشكك فى الدعم الإماراتى لمصر سياسيا واقتصاديا وأنها قامت بدور استثنائى بعد 30 يونيو بما فى ذلك تكفلها باستئجار شركة دعاية كبرى فى أمريكا عملت خلال العامين الماضيين من أجل التصدى لمقولة ان ازاحة مرسى عن الحكم كان انقلابا».
فى الوقت نفسه أشار المصدر إلى استمرار الدعم الاقتصادى الإماراتى لمصر وإن كان بوتيرة أقل فى ضوء توافق القاهرة وأبو ظبى على ضرورة السحب التدريجى للدعم الخارجى لأن «مصر يجب أن تقف على قدميها اقتصاديا».
في سياق مماثل تحدثت مصادر عما وصفته بأنه «استياء سعودى مما تراه تخليا مصريا عن دعم السعودية فى اليمن» بعد الدعم «السخى والفاعل الذى قدمته السعودية للقاهرة اثناء التحول السياسى بعد ٣٠ يونيو». وفى سياق ذى صلة قال دبلوماسيون غربيون يعملون فى الرياض إن بعض الشخصيات السعوديية جددت عرضا لاستضافة الرئيس الأسبق حسنى مبارك، متحفظين على استمرار ملاحقة الرجل، باعتبار أن مصير مبارك «كان عنوانا دائما فى ملف الخلافات المصرية السعودية».
غير أن هذه المصادر اتفقت أيضا على أن كل الخلافات تظل تحت السيطرة وليس لها تأثير على التحالف الاستراتيجى القائم بين كل من القاهرة والرياض وأبوظبى ولا على الدعم الخليجى لمصر باعتبار الاستقرار المصرى أساسيا فى أى تحرك لوقف تدهور الأوضاع الإقليمية.
يأتى ذلك فيما تحدثت مصادر سياسية متعددة عن مشاورات مصرية إماراتية تستهدف إقناع أبوظبى بالتخلى عما تعتبره القاهرة تحفظا إماراتيا على مشاركة مصر فى رئاسة اللجنة الدولية لمكافحة داعش والتى ترأسها حاليا إلى جانب الإمارات، بريطانيا وأمريكا.
وقال مصدر مواكب للملف ان القاهرة سعت خلال الاجتماع الاخير للجنة الذى عقد فى باريس الثلاثاء الماضى لتطوير الموقف الاماراتى من انضمام مصر إلى رئاسة اللجنة فى الوقت الذى حظى فيه الموقف المصرى بدعم كل من امريكا وبريطانيا وفرنسا. وتقول العواصم الغربية ذات الصلة ان انضمام مصر لرئاسة اللجنة يمكن ان يسهم فى تطوير موقف القاهرة نحو التمييز بين الجماعات والتيارات الإسلامية التى منها ما يحمل السلاح ومنها ما يمارس السياسة، فى حين تصر القاهرة حتى الآن على وضع كل من هو اسلامى فى سلة واحدة دون تفريق بين من هو مسلح وعنيف وبين من هو سياسى.