هل أعطت مصر ظهرها للأسد؟ سؤال طرحه المحلل الإسرائيلي “يوني بن- مناحيم” في ظل انشغال المحللين والكتاب في تل أبيب بحقيقة موقف نظام السيسي من النظام السوري، ومزاعم ساقها البعض ومن بينهم “تسفي برئيل” بصحيفة “هآرتس” بأن السعودية “أجبرت” مصر على تغيير سياستها تجاه النظام السوري.
ورغم حديث وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، حول تطابق وجهات النظر بين الرياض والقاهرة بشأن الأزمة السورية، اعتبر “بن-مناحيم” في مقاله المنشور الأربعاء 3 يونيو على موقع “مركز القدس للشئون العامة والسياسية”، أن السيسي يدرك جيدا “أن ما يمكن أن يحدث لبشار الأسد يمكن أيضا أن يحدث له لذلك يبدي الحذر”.
إلى نص المقال..
وصل وزير الخارجية السعودي الجديد عادل الجبير بداية الأسبوع على نحو مفاجئ إلى القاهرة والتقى قيادة النظام المصري للتباحث بشأن آخر التطورات في سوريا واليمن وليبيا.
خلال زيارته أعلن أنه توصل لتفاهمات مع نظيره المصري تقضي أنه ليس هناك مكان لبشار الأسد، ولا خيار سوى إزاحته من الحكم للتوصل إلى حل سياسي”.
لم تعلق مصر على كلام وزير الخارجية السعودي، سواء بالتأكيد أو النفي.
نشر علاء يوسف المتحدث باسم الرئاسة المصرية بيانا رسميا يقول “كان هناك اتفاق حول أهمية الوصول لحل سياسي للأزمات في سوريا واليمن وليبيا، يتوقف بموجبها نزيف الدماء وتضمن وحدة أراضي تلك البلدان”.
وجاءت زيارة وزير الخارجية السعودي للقاهرة في وقت تشهد فيه العلاقات بين مصر والسعودية توترا على خلفية انضمام السعودية لمحور جديد يضم تركيا وقطر وجماعة “الإخوان المسلمين”، يدعم تحالف أحزاب المعارضة السورية المسمى “جيش الفتح” الذي يقاتل لإسقاط نظام بشار الأسد.
تعتبر مصر جماعة “الإخوان المسلمين” حركة إرهابية تعمل على إسقاط نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي.
حتى الآن عارضت مصر إسقاط نظام بشار الأسد، وحرصت على التزام الصمت في هذا الصدد، لكن عناصر في النظام المصري قالت لوسائل الإعلام العربية إن مصر مبدئيا ضد تدخل عناصر خارجية في دول عربية بهدف تغيير أنظمة عربية قائمة.
يدرك الرئيس السيسي أن ما يمكن أن يحدث لبشار الأسد يمكن أيضا أن يحدث له لذلك يبدي الحذر. كذلك حرصت مصر على التنسيق مع روسيا في المسالة السورية، لكن إذا ما أعطت روسيا ظهرها للرئيس بشار الأسد فإن ذلك سوف يؤثر بلا شك على موقف مصر.
الاقتراح السعودي المطروح والذي عرض على القيادة المصرية هو إيجاد حل للمنطقة التي لا تزال تحت سيطرة النظام السوري، كون تنظيم “داعش” قد سيطر على نصف مساحة سوريا.
السعودية تقدم حلا وسطا: الحفاظ على الهيكل الحالي للمؤسسات العسكرية والمدنية السورية وإنشاء حكومة جديدة يشارك فيها عناصر الحكم الحالي مع المعارضة السورية بدون الرئيس بشار الأسد.
زيارة وزير الخارجية السعودية لمصر جاءت أيضا بهدف تنسيق المواقف استعدادا لمؤتمرين للمعارضة السورية سيتم إجراؤهما الشهر الجاري في القاهرة والرياض.
سوف تستضيف السعودية مؤتمرا منتصف الشهر، لعناصر المعارضة السورية الإسلامية وعلى رأسها ممثلي جماعة “الإخوان المسلمين”، بينما تستضيف مصر بعد عدة أيام الفصائل “الوطنية” للمعارضة السورية.
على ما يبدو سوف يعرض في هذه المؤتمرات الاقتراح السعودي لحل الأزمة السعودية. مع ذلك يبدو أن مصر والسعودية قد توصلا لصيغة ما متفق عليها فيما يتعلق بالأزمة في سوريا.
صحيفة “الأهرام” المتحدثة بلسان النظام في مصر خصصت في 1 يونيو مقال هيئة التحرير للعلاقات المصرية السعودية. وجاء في المقال:” يبقى أن العالم العربى والدول الكبرى فيه أدركت أن «التضامن العربي» هو الوسيلة الوحيدة للنهوض بأوضاع العالم العربي، والتصدى لمحاولات نشر الفوضى فى ربوعه. كما أن الأزمات المتفجرة فى اليمن وسوريا وليبيا لم تعد تحتمل المزيد من اضاعة الوقت، وإذا لم تقم القاهرة والرياض بالقيادة وتحمل واجباتهما فمن الصعب تصور البديل..”.
الجهود لإيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا في صراع مع الزمن، في وقت تتقدم فيه القوات الجهادية التابعة لداعش وتحالف “جيش الفتح” على الأرض وتحتل معاقل جديدة للنظام السوري.
الصورة العامة لا تزال غير واضحة وخلال الأسابيع القليلة المقبلة سوف يتضح أكثر مصير الرئيس بشار الأسد.