قال موقع “بيزنس ويك” التابع لشبكة “بلومبيرج” الأمريكية: إن السياسة الخارجية الجريئة التي تتبعها المملكة العربية السعودية حاليا توتر العلاقة مع الولايات المتحدة.
وأشار في مقال لـ”جلين كاري” إلى أن صعود الصقور في المملكة جعلها تبتعد عن واشنطن، فالسياسة الأكثر حزما التي تنتهجها السعودية بعد الربيع العربي جعلت الخيار الحربي لم يعد من المحرمات كأداة في السياسة، كما أن موافقة واشنطن لم تعد مطلوبة.
وأضاف أن السعودية التي كانت معروفة بدبلوماسيتها الحذرة تتحول الآن إلى السياسة الخشنة، وهذا التحول كان مستمرا منذ الاضطرابات التي صاحبت الربيع العربي في 2011م.
وتحدث عن أن هذا التحول تسارع بعد وصول العاهل السعودي الملك سلمان للسلطة في يناير الماضي وصعود نجله الأمير محمد بن سلمان كوزير للدفاع، ومنذ ذلك الحين بدأت المملكة في شن حرب جوية في اليمن ضد المتمردين الحوثيين الشيعة متهمة إياهم بأنهم أدوات لإيران.
ونقل عن “ديفيد أوتاواي” الباحث البارز في مركز “ويلسون” بواشنطن أننا نشهد الآن المحاولة الحقيقية الأولى لرؤية ما إذا كانت السعودية ستصبح القوة العسكرية والسياسية العظمى في العالم العربي.
وأضاف “أوتاواي” أن الجيل الصغير من الصقور السعوديين يأتون إلى السلطة الآن بعد صبرهم على فشل المملكة في إبراز نفوذها العسكري والسياسي.
وذكر المقال أن التغييرات ربما لا يكون مرحب بها بشكل كامل من قبل الولايات المتحدة التي تمثل المدافع التاريخي عن أمن المملكة، كما هو الحال مع سياسات الأمريكيين الأخيرة كالسعي لإبرام اتفاق نووي مع إيران المنافس الإقليمي الرئيسي للسعودية.
ونقل عن الدكتور فواز جرجس أستاذ سياسات الشرق الأوسط بكلية لندن للاقتصاد أن التدخل العسكري السعودي في البحرين كان يمثل البداية لسياسة خارجية سعودية أقوى مستقلة عن المظلة الأمنية الأمريكية. كما لعبت السعودية دورا في الحرب الأهلية بسوريا عبر دعم مجموعات من المعارضة وانتقاد واشنطن لتعاملها بلين مبالغ فيه مع بشار الأسد.
وتحدث عن أن هناك مدرسة من المفكرين السياسيين السعوديين تدعم نهج الحزم الأمريكي وعلى رأسهم محمد بن نواف السفير السعودي في بريطانيا ونواف عبيد الزميل الزائر في جامعة هارفارد.
ونقل عن “شاس فريمان” سفير أمريكا سابقا لدى الرياض أنه للمرة الأولى تستخدم السعودية القدرات العسكرية المتقدمة تكنولوجيا لكسب النقاط بغض النظر عما إذا كان هذا التحرك يستخدم بشكل فعال أو غير ذلك في تحقيق الأهداف السياسية، وذلك في إشارة إلى الحملة الجوية التي تقودها السعودية في اليمن ضد الحوثيين.
وأشار المقال إلى أن الحرب ضد الحوثيين تحظى بتأييد واسع من قبل الحوثيين، وعلى الرغم من أن السعودية تعتبر الحوثيين عملاء لحزب الله وإيران يشكك كثير من الدبلوماسيين الغربيين في ذلك.