تتواصل تجاوزات الإعلام المصري الداعم للانقلاب العسكري، بحق السعودية، أول من دعمت ولا تزال تدعم الانقلاب العسكري المصري بعشرات المليارات من الدولارات، منذ يوليو 2013 وحتى الان .
رغم تأكيد سفير المملكة العربية السعودية بالقاهرة، أحمد قطان، أنه أجرى اتصالات على أعلى مستويات السلطات المصرية وقيادتها؛ للاعتراض على تجاوزات بعض الإعلاميين المصريين المؤيدين للانقلاب العسكري بحق المملكة، كما أبلغ الجنرال السيسي إحتجاج المملكة الرسمي والشعبي ,, إلا أنه لم تتوقف الآلة الإعلامية عن التجرؤ على المملكة وقيادتها منذ قرار ” عاصفة الحزم” وحتى الان .
نشر ابراهيم عيسي الكاتب الصحفي المصري (المعروف انتمائه للمؤسسة العسكرية ) مقالا اليوم في جريدة ( المقال) بعنوان: “حتى لا نصحو على داعش يقتحم الكعبة”، إن: “السعودية تقدم المحيط الآمن، والتربة الخصبة للفكر الإرهابي، وترعاه، وتحميه، وتدعمه، وتتباهى به، وتقول عنه اعتدالا”.
وفي مقاله المشار إليه، انتقد عيسى: “محاولة الحكومة السعودية أن تقنعنا بأن نقبل بالإرهاب المعتدل، كأنه يمكن تقسيم الإرهاب إلى إرهاب وحش فظ قليل الأدب، وإلى إرهاب طيب وابن ناس”، وفق وصفه.
وأضاف: “هناك الإرهابي الذي يعمل لصالحي، وهذا هو المعتدل من وجهة نظر السعودية التي تدعم مع قطر جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة، في العراق، وتعلفه وتسمنه بالأموال والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة، وتطلب منه أن يتخلى عن التسمية القديمة، ولا مانع من دمج كل كلاب النار، تحت تسمية جديدة لطيفة ليست مدرجة في قوائم الإرهاب الأمريكية وتطلق عليها: “المعارضة المسلحة المعتدلة”، أو “جيش الفتح” حسب وصفه.
وعلق عيسى ساخرا: “كأن بهذه الطريقة المفضوحة يمكن أن يلبس العالم الطرطور، وهو مبسوط جدا”.
واستطرد مهاجما الإمام محمد بن عبدالوهاب، فقال: “هناك الإرهابي الذي يقول كل كلام الإرهاب الذي هو الخالق الناطق كلام محمد بن عبدالوهاب شخصيا، ووهابيته شخصيا، لكنه مؤمن ومحمي ومرضي عنه، لأنه متحالف مع الحكم السعودي، ومتقاسم معها إدارة البلاد، آل سعود الحكم، وآل الشيخ الدين، هنا يصبح التكفير والتحريم والتجريم لأي مخالف ومختلف من أي فكر أو مذهب غير وهابي طبيعيا جدا وعاديا، بل “واسم النبي حارسه” معتدلا أيضا”.
وتابع: “الإرهاب ابن عاق في كل المجتمعات، وبخاصة في مصر، والسعودية”.
واستطرد: “كل ما أخشاه أن يعود جهيمان العتيبي.. ذلك المهووس الذي صار اسمه الآن أبو بكر البغدادي أو محمد الجولاني أو أيمن الظواهري”.
وقال: “سأعود إلى الجريمة المسكوت عنها في التارخ السعودي، لأنها التي لا تدع مجالا للشك في أن الأرض هناك تنبت الإرهاب قي كل المواسم”، وفق قوله.
وبعد أن سرد الحادثة، قال: “كان هجوم الإرهابيين يرفع شعارات إقامة دولة الخلافة، وتطبيق شرع الله، هذا في مواجهة مملكة تعيش على أنها رمز تطبيق الشريعة.. لكن هل ملأ أعينهم ما تقوله وتفعله السعودية؟”
وأجاب: “لا.. إن تنازل البعض أمام الإرهاب بمزيد من التشدد والتطرف يغري بمزيد من الإرهاب، والدليل ما وقع في مكة أواخر نوفمبر 1979، حيث لم يفهم أحد ماذا كان يجري؟ ومن يجرؤ على إحضار أسلحة إلى المسجد الحرام؟ ومن يجرؤ على استخدامها، لاحتجاز المصلين كرهائن، ومن يجرؤ على إراقة الدماء حول الكعبة؟
وخلص إلى القول: “لم يكن هذا إلا جهيمان العتيبي، زعيم حركة الإخوان في السعودية بأنصاره ورجاله الذي هم، وهو، النسخة الأخرى من جماعة الإخوان، والنسخة الأصيلة من داعش ولا شيء يمنع جهيمان العتيبي من العودة إلى الكعبة فقد قطعت السعودية رأسه، لكنها لم تقطع أفكاره، بل تتركها في جوامع السعودية، وتدفع لها في معاهد وجميعات مصر”.
ورأى المراقبون أيضا حسب ما جاء في موقع (شؤون خليجية) أن مقال عيسى هذا يكشف حجم الخلاف بين السيسي والقيادة السعودية في معالجة الأزمة السورية، مشيرين إلى أنه يردد مزاعم بشار الأسد، المبنية على مقولة: “أنا أو الإرهاب”، ويصب في إطالة أمد بقائه في الحكم، فضلا عن تخذيله المعارضة السورية، وفي القلب منها ذات التوجه الإسلامي، وكلها سياسات يتبناها السيسي بشكل واضح، وعبر عنها موقفه في قمة شرم الشيخ الاقتصادية، في مارس الماضي،عندما احتد عليه وزير الخارجية السعودي السابق، عند تلاوته رسالة الرئيس الروسي إلى القمة، وغيرها من مواقف عدة.
يذكر أنها ليست المرة الأولى التي يتطاول فيها عيسى على السعودية ويصفها بدعمها للإرهاب حيث كتب في مقاله الاثنين الماضي أيضا تحت عنوان “ما فقدته السعودية بالسياسة تحاول أن تعوضه بالخراب”-:متسئلا “لماذا لا نواجه السعودية بأنها تمول تدمير سوريا على يد “داعش” و”القاعدة” للخلاص من الأسد؟”.، كما تحدث في مقال يسبقه عن أن ( السعودية تمول تدمير سوريا والإرهاب الوهابي)،
وقد أثار صمت السعودية تجاه التجاوزات والإهانات التي تتعرض لها المملكة، على لسان إعلاميين مصريين موالين لسلطات الانقلاب العسكري في مصر، جدلًا واسعًا وتساؤلات كثيرة عن أسباب هذا الصمت؟ ولماذا لا تتخذ المملكة موقفًا واضحًا وحاسمًا تجاه تلك التجاوزات، خاصة أنها تصدر من إعلاميي دولة دعمتها وما زالت تدعمها السعودية بعشرات المليارات من الدولارات،
ورغم تصريحات السفير السعودي شديدة اللهجة، إلا أن نبرة الهجوم الإعلامي على السعودية لم تتغير بعد، وهو ما جعل الكاتب السعودي المقرب من دوائر صناعة القرار بالمملكة “جمال خاشقجي”، يعلق ساخرًا على ما يبدو من تصريحات قطان عبر حسابه الرسمي بتويتر قائلا : ” “إبراهيم عيسى” : (السعودية تمول تدمير سوريا والإرهاب الوهابي)، وأتبعها قائلا: “مع التحية لسفيرنا بالقاهرة الذي تكفل بإنهاء هذه المهزلة!.