اشتعلت أزمة مؤخرا داخل جماعة الإخوان المسلمين، انطلقت من قيادات الصف الأول، وانتهت إلى شباب التنظيم.
البداية كانت مع تسريب معلومات نشرها موقع “مصر العربية” عن وجود انقلاب داخل الجماعة يديره د.محمود عزت، النائب الأول لمرشد الجماعة، بحسب انتخابات المكتب التي أجريت عام 2009.
المعلومات قالت إن الجماعة أصبحت لها كيانان، أحدهما انتخب مؤخرا في فبراير 2014، وثبتت مرشد الجماعة د.محمد بديع في منصبه، وانتخبت مكتبًا لإدارة الأزمة يقوده د.محمد كمال، مسؤول قطاع الصعيد، وصعدت الانتخابات عددا من الوجوه الجديدة والكودار الشبابية داخل مكتب الإرشاد، وهذه المعلومات أكدها محمد منتصر المتحدث باسم التنظيم.
د.محمود حسين، أمين عام الجماعة -بحسب انتخابات 2009- أصدر بيانا قال فيه إن “عزت” مرشد للجماعة، لأنه نائب المرشد، ينوب عنه وقت اعتقاله، وأن هذا ما تمليه لائحة الجماعة، وذيل “حسين” بيانه باسم الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين.
بدوره رد عليه منتصر قائلا، إن “حسين” لم يعد أمينا عاما للجماعة، حيث أطيح به هو وعزت ومحمود غزلان، وعبد الرحمن البر من مكتب الإرشاد في انتخابات 2104، الأمر الذي زاد الخلاف بين أقطاب الجماعة.
وزاد الأمر تعسرا، حين كتب د.محمود غزلان مقالة يدعو فيها شباب الجماعة الالتزام بالسلمية وعدم استخدام العنف كحل بديل للتظاهر السلمي، فدخل شباب الجماعة على خط المواجهة مع غزلان وهاجموه بمقالات مختلفة وعبر نشاطهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
زيارة إيران
في تلك الأثناء نشرت صحيفة “العربي الجديد” خبرا قالت فيه إن محمود حسين قام بزيارة إيران في الفترة الأخيرة ليتباحث في أمر استضافة طهران لقيادات الإخوان.
وهو الأمر الذي أثار حفيظة قواعد الجماعة وقياداتها الجدد والذين اعتبروا أن حسين تجاوز في التدخل في شؤون الجماعة.
واعتبرت الصحيفة أن انتشار خبر السفر لإيران هو الذي فجر الأزمة داخل الجماعة.
من جهته نفى حسين أي زيارة له إلى إيران، وقال في تصريحات لموقع “رصد” إنه لم يقم بزيارة طهران طوال حياته.
القرضاوي لإدارة الأزمة
وطرح إخوان من داخل مصر مبادرة لإنهاء الصراع، وتشكيل لجنة لإدارة الأزمة فورًا برئاسة الدكتور يوسف القرضاوي، وتحديد سقف زمني لإنهاء المشكلة.
المراجعات وفخ النظام
من جانبه حذر الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، تنظيم الإخوان من السقوط في كمين النظام الحاكم في مصر، مؤكدًا أن هناك محاولات لإفشال عملية المراجعات التي تتم داخل صفوف الإخوان.
ولفت في تصريح لرصد إلى أن أركان الدولة الحالية، تعاملت مع تطورات المشهد داخل الجماعة باعتباره تآكلا في قواعد التنظيم على وقع الأزمات المتتالية التي أثرت عليه بصورة مباشرة وخلخلت قواه الداخلية وأضعفت تواجده.
ويقول الدكتور حازم حسني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن تحقيق المراجعات الصحيحة هو الحل الوحيد لجماعة الإخوان المسلمين لتعديل مسارها الذي أضر بالوطن كثيرًا.
وأضاف حسني، في تصريح خاص لرصد: “على الإخوان أن يتحولوا من تنظيم منعزل فكريا إلى جزء من المجتمع المصري”، لافتا إلى أن فشلهم في التواصل الفكري مع المواطنين تسبب في عدم وجود أي مصداقية لهم على أرض الواقع، فكل ما فعلوه بعد الثالث من يوليو هو الهروب من الواقع.
(رصد)