لم تكن الهزائم التي مني بها نظام بشار الأسد على أيدي المعارضة السورية بـ “البسيطة” فالمعارضة المسلحة استولت على العديد من المدن السورية، كان أخرها مدينة أريحا والتي استكملوا بها سيطرتهم على محافظة إدلب.
وبالتقدم الكبير في محافظة إدلب باتت المعارضة السورية على بعد 30 كم من منطقة الساحل السوري أحد أهم معاقل بشار الأسد، الأمر الذي بات مقلقا للطائفة العلوية أحد أهم الطوائف الموجودة هناك، من انتقال المعارك إلى مناطقهم.
درع الساحل
ولم يفوت بشار الأسد الفرصة فأعلن عن فتح باب الانتساب أمام الراغبين من أبناء الساحل للانضمام إلى ما أسماه “لواء درع الساحل”، والذي قد أعلن عن تشكيله خلال الأسبوع المنصرم، بعد اقتحام “جيش الفتح” على مستشفى جسر الشغور.
وجاء الإعلان عن لواء درع الساحل من قبل قوات الحرس الجمهوري التابعة للنظام السوري، ووزع الحرس الجمهوري منشور في منطقة الساحل السوري عن استعداده ضم متطوعين جدد للتشكيل لمدة سنتين أو عقد دائم برواتب مجزية تصل إلى 40,000 ليرة سورية ( 200 دولار تقريبا).
وتعد منطقة الساحل من أهم النقاط التي ما إن سقطت في يد المعارضة السورية سيسقط الأسد بعدها بأسابيع، فالساحل هو عقر دار النظام بتركيبته الطائفية ــ العسكرية، كما أن الساحل كان ولا يزال عنواناً يساعد من خلاله بعض الإعلام المحسوب على بشار الأسد ما يفعله، الأمر الآخر أن خسارة النظام في الساحل، في حال حصلت، تعني إسقاط أكبر منطقة استراتيجية تمده بالسلاح عن طريق واجهته البحرية، وأخيراً إضعاف الحالة النفسية لمقاتلي النظام والتي تراجعت في الفترة الأخيرة.
تفاعل المؤيدين
وتفاعل مؤيدو نظام الأسد مع إعلان التطوع لقوات درع الساحل ودشنوا صفحات ترويجية للإعلان، وكان أبن عم بشار الأسد دريد رفعت الأسد، أول من رحبوا بتشكيل اللواء، وكتب على صفحته بـ “الفيسبوك” قائلا: “إن لواء درع الساحل المنبثق عن فرقة الحرس الجمهوري.. أن تصل متأخرًا خير من أن لا تصل أبدًا”.
وأضاف أنه دعا مرارًا خلال السنوات الثلاث الماضية لتشكيل قوة تتبع للجيش النظامي لحماية مناطق الساحل، لكن دعواته لم تلقَ تجاوبًا.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن نظام بشار الأسد يحاول تعويض الخسائر الفادحة التي تلقاها في الأشهر الماضية، مؤكدا أن إنشاء لواء درع الساحل خير دليل.
وأضاف المرصد في بيان له أن النظام يحاول توفير عدد من المجندين في ظل التخلف الكبير من قبل السوريين عن أداء الخدمة العسكرية الإلزامية والتي وصلت إلى 70 ألف حالة.
وركز إعلان التشكيل عن تسويته لأوضاع المتخلفيين عن الخدمة بالإضافة إلى رواتب مغرية.
جبهة النصرة
وقال زعيم جبهة النصرة، أحد أهم ألوية “جيش الفتح” المعارض، أبو محمد الجولاني إن المناطق المحررة تمثل الخطوط الدفاعية الأولى لمناطق العلويين بالساحل، وأن العلويين قد تسببوا بقتل ما يقرب من مليون من أهل السنة في سوريا.
وتابع أنه “بعد تحرير إدلب وريفها انتقلت الحرب إلى مناطق العلويين بعد أن كانوا ينعمون بعيشة آمنة طوال فترة الثورة السورية، ولكنهم أدركوا الآن أن نظام الأسد كان يستخدمهم لتثبيت كرسيه وهو عاجز عن حمايتهم والمعركة في طريقها للساحل ولكنها لن تنتهي هناك وإنما في دمشق”.
وبسؤاله عن ارتكاب جبهة النصرة مجازر بحق العلويين قال الجولاني إن جبهة النصرة لا تقاتل إلا من يرفع السلاح في وجهها، فاليوم نسيطر على عدة قرى درزية ولم تقم بارتكاب أي مجزرة بحق أهلها وإنما هم محط دعوتهم.
وأوضح الجولاني أن كل من يتخلى عن الأسد ونظامه ويفر إلى جبهة النصرة فسوف يتم العفو عنه حتى لو قتل ألف رجل منهم، والدليل على ذلك أن كل الجنود الذين سلموا أنفسهم أعدناهم إلى أهلهم سالمين.
وتعهد الجولاني بحماية العلويين والدفاع عنهم في حال “توبتهم عن الشرك وامتناعهم عن القتال وتبرؤهم من نظام الأسد”، على حد قوله.
جيش الفتح
وكانت قد انسحبت قوات الأسد من نقاطها العسكرية في محمبل وبسنقول القريبتين من مدينة أريحا بمحافظة إدلب إلى مناطق سهل الغاب بريف حماه والساحل السوري، وذلك بعد أن سيطر جيش الفتح على بلدات كفرنجد ومعترم وأورم الجوز عقب سيطرته على مدينة أريحا.
وبسط جيش الفتح يسعى كامل سيطرته على محافظة إدلب حيث بقي لقوات النظام مطار أبو الظهور العسكري المحاصر في الريف الشرقي، وبلدتا الفوعا وكفريا المواليتان في الريف الشمالي، وحواجز متوزعة على طريق أريحا اللاذقية في الساحل السوري.
ويضم جيش الفتح عدة فصائل مسلحة، بينها أحرار الشام وجبهة النصرة وجند الأقصى وجيش السنة وأجناد الشام ولواء الحق وفيلق الشام.