رأى الكاتب الإسرائيلي، يوسي ميلمان، في صحيفة “معاريف” العبرية أن الحروب في سوريا والعراق، ستقضي على الدولتين أو ما تبقى منهما، لذا لا يجب أن يشغلها عن الاهتمام بهذه التحولات في المنطقة أي اهتمامات داخلية.
وعلى هذا، كما كتب، كانت إسرائيل تريد الوصول إلى ترتيب بعيد المدى، لتهدئة الجبهة الداخلية وللتفرغ لشؤون المنطقة، لكن من المشكوك فيه أن الأمر ممكن، وهذا ليس بسبب اتساع الفجوة بين إسرائيل وحماس، وفقط، بل أيضا بسبب موقف “الفيتو” لرئيس مصر عبدالفتاح السيسي الرافض لأي ترتيب مع حماس.
وقال إن كراهية السيسي للتنظيم الإسلامي الذي يفقده عقله تزداد يوما بعد بوم. وأضاف أن إسرائيل لا تريد الحوار مع حماس، خوفا من غضب السيسي، وبالتالي التأثير في التعاون الأمني والاستخباري بين الدولتين.
ورأى أن إسرائيل هي المستفيد الأكبر من الحرب الأهلية في سوريا ومن تهاوي “الشرق الأوسط”، حيث إن أعداءها يستنزفون بعضهم البعض ولا يوجد تقريبا اهتمام بمحاربة إسرائيل.
* حزب الله يعزز أمن إسرائيل؟
فيما أشار الرئيس الأسبق لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي الخارجي (الموساد)، إفرايام هيلفي، في محاضرة ألقاها في مركز فيسشر لاستراتيجيات الفضاء، إلى أن حزب الله بات يساهم يوميا في الأمن الإسرائيلي من خلال القتال الشرس الذي يخوضه في سوريا إلى جانب النظام، معتبراً أن معارك الحزب مع المتشددين مثل تنظيم “داعش” تضعف الطرفين معاً، وتساعد على إبقاء نزيف مخزون مقاتليه، ويصعب عليه بالتالي فتح جبهة ضد إسرائيل.
ورأي هيلفي أن قتال حزب الله في سوريا يعزز بشكل كبير أمن إسرائيل لأنه يضمن بقاء الحزب منشغلاً في المعارك السورية التي يعاني فيها من خسائر بشرية كبيرة في صفوف وحداته الأكثر تدريبًا.
وتابع “هيلفي” أن إسرائيل تستفيد أيضاً من قتال حزب الله” في سوريا من أجل إضعاف تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” بطريقة لا يمكن لإسرائيل القيام بها، الأمر الذي يخفف عن كاهلها الكثير من التكاليف البشرية والمادية.
ورغم أن الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، أكد مرارًا أن القتال في سوريا لن يشغل حزبه عن الجبهة مع إسرائيل، إلا أن واقع الأمر مغاير تماماً، فالحدود بين الطرفين هادئة ولم تشهد اشتباكات منذ العام 2006، أي مع نهاية حرب تموز باستثناء حادثة مقتل جنديين إسرائيليين قبل 5 أشهر في مزارع شبعا المحتلة، وذلك عقب اغتيال إسرائيل عددًا من قادة الحزب والحرس الثوري الإيراني في القنيطرة السورية.