قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، إنه في خطوة مفاجئة أفرجت السلطات المصرية اليوم عن المواطن الأمريكي محمد سلطان الذي حكم عليه بالسجن مدى الحياة لينتقل بهدوء على متن الطائرة لموطنه كي يبقى مع عائلته بولاية فرجينيا، وذلك بعد حوالي عامين من الجهود الكبيرة من قبل أسرته ومسؤولين أمريكيين لإطلاق سراحه.
وأضافت “تم ترحيل محمد سلطان (27 عاما) خريج جامعة ولاية أوهايو صباح اليوم السبت من مصر، في رحلة العودة إلى الولايات المتحدة، بعدما ظل ما يقرب من عامين في السجن كجزء من حملة واسعة النطاق بعد انقلاب عسكري ضد جماعة الإخوان المسلمين عام 2013، على حد قولها. وتابعت “في أبريل، حكمت محكمة القاهرة على سلطان بالسجن مدى الحياة بتهمة دعم التظاهر الذي أعقب الإطاحة بالجماعة، بما في ذلك التمويل والاعتصام ونشر أخبار كاذبة بصفته المتحدث غير الرسمي للاحتجاجات”. وأردفت أنه “لم تتضح بعد خلفيات قرار الإفراج سلطان، فلم يكن هناك حكم قضائي لوقف عقوبته بالسجن مدى الحياة، أو أي إعلان رسمي عن عفو من الرئيس المصري”.
ونقلت الصحيفة عن الشقيقة الكبرى لسلطان هناء سلطان التي ظلت تقود حملة لعامين من منزلها في واشنطن للضغط على المسؤولين الأمريكيين لإطلاق حرية أخيها بالتنسيق مع محاميها قولها “خلال ليلة السبت سيعود لمنزله”.
وأضافت “حصلت على كلمة من مسؤولي وزارة الخارجية في وقت متأخر من هذا الأسبوع بأن الأمور قد تتحرك، لكن قرار الإفراج لايزال مفاجأة”، بينما قالت والدتها، الموجودة بالقاهرة لمتابعة قضية ابنها في وقت مبكر من اليوم وهي تبكي “أنا في غاية السعادة”. وذكرت “واشنطن بوست” أن محمد نظم إضرابًا عن الطعام لمدة عام احتجاجا على المعاملة التي يلقاها، كما قضى جزء من الفترة في الحبس الانفرادي، وقالت عائلته إنه كان في حالة صحية صعبة، ولم يتلق رعاية طبية كافية أثناء وجوده في السجن، كما كشفت الصور الأخيرة من قاعة المحكمة بالقاهرة عن شحوبه وهزاله، إذ كان يخاطب المحكمة راقداً في نقالة”.
وأضافت “لم نتمكن من الحصول على تعليق من وزارة الداخلية المصرية اليوم السبت، كما رفضت السفارة الأمريكية في القاهرة أيضا التعليق، لكن مسؤولاً كبيرًا بوزارة الخارجية الأمريكية قال إن “الحكومة الأمريكية ترحب بالإفراج عن المواطن الأمريكي محمد سلطان، وتابع: “نحن نعتقد أن هذه الخطوة قد تنهي المسألة، ونحن سعداء بأن سلطان سيجمع شمله مع أسرته بالولايات المتحدة”.
من جانبها، قالت هناء إنها وشقيقيها الأصغر وزوجها، كانوا يخططون للقاء محمد بمطار واشنطن دالاس الدولي مساء السبت برفقة مسؤول قنصلي الولايات المتحدة”، وأضافت أنها لم تتوقع حصول أخيها على الحرية، معربة عن أملها أنه بعد يوم من الراحة ستقوم الأسرة باصطحابه إلى الطبيب بعد تدهور صحته نتيجة وجوده حوالي 21 شهرا في السجن، إضافة إلى الإضراب الجزئي عن الطعام لمدة عام بمنتصف مدة حبسه”.
وذكرت الصحيفة أن وسائل إعلام محلية أعلنت اليوم السبت تخلى محمد عن جنسيته المصرية لإطلاق سراحه، كما أكد مسؤولون أمنيون لوكالة “أسوشيتد برس” أنه غادر مستخدما جواز السفر الأمريكي”.
ولفتت الصحيفة إلى أن صلاح سلطان والد محمد انتقل لأول مرة إلى الولايات المتحدة عام 1990 عندما كان محمد صغيرا، ودرس بمختلف المعاهد الإسلامية في جميع أنحاء الولايات المتحدة، بما في ذلك في ميتشيجان وميسوري وأوهايو، بينما تخرج محمد من ولاية أوهايو وحصل على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد، ثم انتقل إلى مصر عام 2012، وعمل موظف تأمين في شركة الخدمات البترولية.
وتابعت “أنصار محمد اتخذوا مواقع التوصل الاجتماعية كوسيلة للفت الانتباه إلى محنته كما دشنوا اليوم السبت “هاشتاج” باللغة العربية “سلطان هو المنتصر” احتفالا بإطلاق سراحه، لكن المصريين الآخرين انتقد ما وصفوه بسياسة الحكومة لإجبار المواطنين على التخلي عن الجنسية من أجل الهرب من الظلم”.
وكان الصحفي المصري المولد الكندي، محمد فهمي المراسل السابق لقناة “الجزيرة” الإنجليزية، قد أعلن أنه اضطر أيضا على التخلي عن جنسيته المصرية للاستفادة من قانون الترحيل، لكنه يزال في مصر في ظل حظر السفر الذي فرضته المحكمة، منتظرا إعادة المحاكمة بتهمة دعم جماعة الإخوان وهي اتهامات ينفيها بشدة”.