مع اقتحام لعبة “تشارلي” مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر، بشكل عالمي وكبير، ظهر العديد من الأشخاص ببدع مختلفة عن سر تلك اللعبة، فالبعض قال إنها الجاذبية وأشخاص آخرون زعموا بأنها لعبة مميتة يحكمها الجن.
وتقوم اللعبة على وضع قلم فوق الآخر على قطعة ورقة مكتوب عليها “نعم ..لا”، ومن ثم طرح سؤال “شارلي هل أنت هنا” أو “شارلي، هل يمكننا اللعب”، ومن ثم الانتظار حتى تبدأ الأقلام بالتحرك.
كل من يلعبها يموت!
إلا أن هذه اللعبة أثارت ضجة في العالم العربي أيضاً وتم الحديث عنها عبر واتساب ونشر بدع وخرافات حول بطل اللعبة “تشارلي”.
وقامت مواطنة إماراتية لجريدة البيان الامارتية التي نشرت الخبر بتسجيل مقطع صوتي تم تداوله عبر واتساب تدعي بأن هذه اللعبة خطيرة جداً وكل من يلعبها يموت.
ووجهت المواطنة رسالتها الصوتية إلى إدارة “مدرسة بالفجيرة”، حيث قالت: “أوجه رسالة إلى إحدى مدرسة الفجيرة، لقد انتشرت بها لعبة تشارلي بشكل كبير جداً حيث قامت الطالبات بلعبها في المراحيض، أطالب بزيادة الرقابة”.
جن كافر
وأشارت إلى أن “كل من لعب هذه اللعبة سواء كان أجنبياً أو عربياً يموت”، وزعمت أن تشارلي هو جن كافر وأكدت أنه لا مجال لصرفه عن طريق الآيات القرآنية، لأنه مارد.
وتعددت الروايات حول أصل شخصية شارلي بين بلد وآخر، فهناك رواية تقول إنه صبي انتحر، وأخرى تدعي أنه رجل مكسيكي شيطاني بعينين حمراوتين.
الجاذبية
وبحسب تقرير لصحيفة إندبندنت البريطانية، فسر السبب مباشرة بالإشارة إلى أن الجاذبية هي كل ما يقف خلف هذه الخدعة، خصوصاً أن القلمين لن يبقيا في مكانهما طوال الوقت بسبب شكل القلم الإسطواني، وإن أقل قدر من الهواء، من التنفس بوجه القلم قد يحرك تلك الأقلام، ولذلك لا يتحرك القلمان إلا بعد التحدث وبالتالي إطلاق الهواء تجاههما.
تتعدد الروايات لتزيد جذب العقول إلى لعبة «تحدي تشارلي» التي باتت تغزو العالم، فما أن تذهب إلى مكان إلا وتجد ورقة قسمت لأربعة أقسام وكتب عليها بالإنجليزية «yes» و«no» ووضع عليها قلمان متقاطعان فوق بعضهما البعض، ويبدأ من يلعب بجملة «تشارلي هل أنت هنا؟ أ
وتشارلي هل يمكننا اللعب؟» ليتحرك القلم في الأعلى ليشير إلى إحدى الكلمتين، معلناً وجود أو عدم وجود «تشارلي»، وهو كما تقول أسطورة مكسيكية شيطانية قديمة إنه رجل ذو عينين، سوداء وحمراء.
التفسير العلمي أرجع الأمر إلى الجاذبية الأرضية فالقلمان لن يبقيا في مكانهما طوال الوقت، وأقل قدر من الهواء الخارج من التنفس بوجههما قد يحركهما.
رجال الدين أجمعوا على تحريم هذه اللعبة لأنها من مسائل الكهانة والعرافة، وبغض النظر عن آلية تحريك القلم إن كان بفعل الجاذبية أو النفخ أو غير ذلك، فهي تعلم الطفل أن يستعين بغير الله.
فقد أشار الشيخ الدكتور أحمد بن عبد العزيز الحداد، كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، إلى أنه إذا كانت لعبة «تحدي تشارلي» تغرس في مفهوم الطفل اللجوء إلى السحرة وتروج للسحر، فلا شك في حرمة تداولها.
وناشد أولياء الأمور والقائمين على العملية التربوية صون الناشئة عن الأمور المحرمة حتى لا ينشأوا عليها، لأن غرس هذه المفاهيم في نفوسهم منذ الصغر يجعل من السهل ظهورها في سن لاحقة، وتؤثر في سلوكهم العقدي والتعبدي، لافتا إلى أن الله سائل كل راع عما استرعاه.
وأكد الشيخ الدكتور عبد الله الكمالي مدير مشروع مكتوم لتحفيظ القرآن الكريم في دبي، أن لعبة «تحدي تشارلي» محرمة شرعا، ولا يجوز تجربتها أو اللعب بها مطلقا، مشيرا إلى أن التحريم لم يأت من منطلق أن فيها استدعاء للجن، وإنما من كونها تتشابه بمسائل الكهانة والعرافة، إذ إنها تعتمد على السؤال عن الأمور الغيبية والمستقبلية، وهي أمور لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، والجن كالإنس لا يعلمون الغيب.
ففي حال مارس الطالب اللعبة وسألها عن إمكانية تأجيل الاختبار غدا من عدمه فتحرك القلم نحو كلمة «نعم»، وبالفعل صادف تأجيل الاختبار في هذا اليوم، سيمثل ذلك صدمة وقعها شديد على نفس الطالب وستسبب له شكاً في العقيدة.
عن (البيان)