في العشرين من مايو الجاري سيطر تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” على مدينة تدمر التاريخية السورية، وأعدم أكثر من 200 شخص، بينهم 76 مدنيا.. وبحسب الكاتب أندريا بركوف في مقاله بصحيفة “لوفيجارو”، أنه على رجال السياسة الغربيين حسم أولوياتهم بدلا من الغضب والإدانة.
وقال الكاتب: هل نحن حقا بعيدون عن تدمر؟ احتمال رؤية أعزائنا الجهاديين عندنا، بعد تماثيل بوذا في باميان، ومخطوطات تمبكتو وتماثيل نينوى، مهاجمة التراث الإنساني أصبح في كل مكان تقريبا، والسخط تجاه ذلك له ما يبرره.
وأضاف لكن كما يعلم الجميع، السخط هو الشيء المشترك المفضل في العالم، يكون مناسبا في جميع الأحيان وليس له أي نتيجة.. هنا، نحتج، نلتمس ونادرا ما نتحرك.
لذلك، يمكن لطفل يبلغ من العمر ثمانية سنوات أن يطرح هذا السؤال: لماذا التحالف الأمريكي-الفرنسي-العربي لم يقصف الجهاديين قبل فوات الأوان؟ الجواب: لأنه يجب ألا نظهر كداعمين لبشار الأسد. لذلك لدينا الكثير من الوقت للعمل في العراق ولكن ليس في سوريا.
في الغرب الرؤية واضحة تسليح العراقيين الذين لا يملكون شيئا أفضل من أن يفروا من أمام العدو والتخلي عن أسلحة متطورة ومتقدمة، فيما يبحث المتمردون السوريين الذين ليس لهم علاقة بداعش عن أسلحة، وعندما لم يستجب لهم أحد، اندمجوا في النهاية مع قوات أبو بكر البغدادي. يشير بركوف
هل يعني هذا أنه يجب علينا تبييض وجه بشار الأسد؟ بالطبع لا. لا سيما إذا كان ديكتاتورا ويداه ملطخة بالدماء، لا يمكن أن يكون لنا أصدقاء كذلك. ومع ذلك هناك أولوية. أعداء رئيسيين وأعداء ثانويين. كان صدام أسوأ أنواع الطغاة، ولكن عقب رحيله العواقب نعرفها جميعا.
القذافي ينتمي لنفس الصنف ينتمي القذافي لنفس ولكن سقوطه جعل ليبيا واجهة انطلاق المهاجرين نحو أوروبا، إضافة إلى الاضطرابات والتوسع المستمر للدولة الإسلامية.
وأكد الكاتب أن هذه المأساة مطلقة في الشرق الأوسط بعد الربيع العربي، أصبح الاختيار رهيب بين الديكتاتورية العسكرية أو قيادة الإسلاميين، السيسي ومرسي: مصر كما في أماكن أخرى، يجب علينا للأسف أن نختار بين هاذين الاختيارين.
وأوضح أن المقارنة ليست السبب، ولكن يمكن أن نتذكر أن تشرشل كان يعرف تماما جرائم ستالين، الذي تحالف معه ضد هتلر، فالتسلسل الهرمي للأولويات، شر لا بد أن يقع على عاتق رجال الدولة.