أبدت الصحف والمواقع الإسرائيلية تعاطفها مع الفلسطينين العالقين على معبر رفح، بعد قرار السلطات المصرية الثلاثاء فتح المعبر في اتجاه واحد، والإبقاء على نحو 3 آلاف فلسطيني عالق ينتظر دخول مصر لأسباب لا تحتمل التأجيل.
صحيفة”هآرتس” استهلت تقريرها بالقول:”الآلاف من سكان غزة- بينهم مرضى بحاجة للعناية الطبية خارج القطاع، وطلاب يخشون خسارة منحهم الدراسية- ينتظرون لوقت طويل للخروج من القطاع” ونقلت الصحيفة عن أحد هؤلاء العالقين “نشعر وكأننا بهائم داخل حظيرة”.
وتناولت الصحيفة قصة “ميسم أبو مر” التي تجلس في بيتها بقطاع غزة، بعد أن رفضت إسرائيل خروجها عبر معبر إيريز (بيت حانون) للضفة الغربية ومن هناك إلى جسر النبي (جسر الملك حسين) الذي يربط الضفة بالأردن.
أبو مر عمرها 25 عاما، حاصلة على درجة البكالوريوس في الأدب الإنجليزي والعلوم السياسية، حاولت أن تسجل في السنوات الماضية في برنامج خاص للقادة الشباب في السويد باسم Young Leaders Visitor Program.
تلقت في السنوات الماضية ردا إيجابيا من منظمي البرنامج في السويد، لكن رفضت إسرائيل منحها تصريحا بالخروج من معبر بيت حانون إلى جسر النبي ومن هناك إلى المطار في عمان.
وفتحت السلطات المصرية معبر رفح أمس، ومن المتوقع الاستمرار في فتحه أيضا اليوم الأربعاء، لكن بالنسبة لميسم وآلاف غيرها من سكان القطاع، فإن فرصة الخروج عبره معدومة، ذلك لأن المعبر قد فُتح فقط في اتجاه واحد من رفح المصرية تجاه القطاع.
”هارتس” قالت إن إغلاق معبر رفح باتجاه مصر يلغي إمكانية السفر جوا من القاهرة، ويفرض حصارا كاملا على القطاع باستثناء معبر بيت حانون الذي تتحكم به إسرائيل. ونقلت الصحيفة عن “أبو مر” قولها:” هذا يخلف شعور صعب للغاية، أقول هذا بالشكل الأكثر حدة، نشعر وكأننا بهائم داخل حظيرة، لكن البهائم أيضا يسمح لهم أحيانا بالخروج لمنطقة مفتوحة. نحن في غزة ممنوعون من ذلك بلا أسباب”.
موقع “walla” كتب هو الأخر يقول:” أخيرا أضحى بإمكان الفلسطينيين العالقين في مصر لم الشمل مع أقاربهم في غزة، لكن لم يبق لنحو 3000 من سكان القطاع الذين سعوا للخروج لتلقي العلاج سوى الانتظار. قائد المعبر من قبل حماس وصف الوضع بـ”غير المحتمل”.
وأضاف:”منذ الإطاحة في 2013 بمحمد مرسي، الرئيس المصري السابق وزعيم جماعة “الإخوان المسلمين”، المقربة من حركة حماس، أبقت السلطات في القاهرة على المعبر مغلقا معظم الوقت. في عدة مناسبات، سُمح لفلسطينيين حاملي جوزات أجنبية، وكذلك طلاب ومرضى، بالخروج عبر معبر رفح”.
ماهر أبو صبحة، مدير المعبر من قبل حكومة حماس، قال إن أكثر من 15 ألف فلسطيني، بينهم نحو 3000 شخص بحاجة ماسة للعناية الطبية، طالبوا بالخروج عن طريق المعبر. وأضاف:”ما زلنا نأمل أن تعيد السلطات المصرية النظر في قرارها وتفتح المعبر في الاتجاهين، الوضع أصبح لا يحتمل بالنسبة للناس في غزة”.
وتابع الموقع الإسرائيلي:”تعمل الحكومة المصرية خلال الفترة الأخيرة بقوة ضد حماس، بما في ذلك شن عملية عسكرية معقدة ضد تهريب البضائع والسلاح لقطاع غزة. في إطار تلك الجهود أقامت القاهرة قطاع أمني بعرض كيلومتر بالقرب من الحدود”.