استمرارا لسلسلة الدعم الإماراتي لنظام الانقلاب العسكري في مصر، أعلن المكتب التنسيقي للمشاريع التنموية الإماراتية في مصر، أمس الثلاثاء، عن أن دولة الإمارات العربية المتحدة سلمت مصر 200 حافلة جديدة، وهي الدفعة الثانية من 600 حافلة كانت الإمارات قد تعهدت في وقت سابق بمنحها لمصر.
وبحسب مراقبين، فإن تزامن إعلان الإمارات عن تسليمها مصر 200 حافلة في الوقت الذي تغلق فيه الدولة نفسها ملف التفاوض مع شركة «أرابتك» الإماراتية، لتنفيذ مليون وحدة سكنية في مصر، فإن ذلك يوحي بأن الإمارات أرادت تقديم رشوة للانقلاب العسكري يحفظ بها ماء وجهه أمام الرأي العام وتحتفي بها أذرع السيسي الإعلامية في القنوات الفضائية المختلفة، على اعتبار أنها أحد إنجازات قائد الانقلاب العسكري وفق ما جاء في موقع (شؤون خليجية).
وكان مصدر مسئول بوزارة الإسكان المصرية قد أعلن عن إغلاق ملف التفاوض مع شركة «أرابتك» الإماراتية، لتنفيذ مليون وحدة سكنية، نهائيًا، لعدم اتخاذ الشركة أية خطوات فعلية وجادة لتنفيذ المشروع.
وأضاف المصدر أن الوزارة لم تتلق ردا من مجلس إدارة الشركة الإماراتية الجديد بشأن توقيع العقد النهائي لتنفيذ المرحلة الأولى، التي تضم 100 ألف وحدة سكنية من المشروع في مدينتي العبور وبدر، مضيفا أن الشركة الإمارتية طلبت تمويل المشروع عبر قروض من بنوك مصرية، واستيراد مواد البناء من خلال أسواق الإمارات والصين وتركيا، وهو ما رفضته الوزارة التي اشترطت أن تكون مواد البناء مصرية، وأن يكون التمويل من الخارج، بهدف ضخ سيولة في السوق المصرية.
الإمارات ضخت مليارات لدعم السيسي:
ومنذ الانقلاب العسكري في الثالث من يوليو 2013 على الرئيس محمد مرسي، ويقدم مثلث الدول الخليجية (الإمارات والسعودية والكويت) مساعدات منقطعة النظير للانقلاب العسكري سواء على المستوى السياسي أو على المستوى الاقتصادي.
وتلقت مصر، خلال السنوات الأخيرة، منحاً ومساعدات من دول خليجية، خاصة السعودية والإمارات والكويت، قدرت في بعض التقارير بنحو 40 مليار دولار آخرها وديعة من هذه الدول، بقيمة 6 مليارات دولار، بمعدل ملياري دولار لكل دولة.
فيما بلغ إجمالي ما قدمته الإمارات وحدها من مساعدات لمصر خلال العامين الماضيين، لأكثر من 14 مليار دولار.
وكانت تسريبات مكتب عبد الفتاح السيسي، في وقتٍ سابق من العام الحالي، قد كشفت أنّ إجمالي قيمة المساعدات الخليجية التي حصلت عليها مصر، تجاوزت 30 مليار دولار.
وأجبرت هذه التسريبات وزير الاستثمار المصري، أشرف سالمان، على الإدلاء بتصريح، يوم 2 مارس الماضي، قال فيه إن بلاده حصلت على 23 مليار دولار من دول الخليج، على مدى 18 شهراً مضت، على صورة منح ومساعدات بترولية، بالإضافة إلى ودائع في المصرف المركزي.
دور الإمارات في هدم ثورات الربيع العربي:
ومنذ اندلاع الشرارة الأولى للثورات العربية بنهاية عام 2010، وتسعى الدول الخليجية وفي مقدمتها السعودية والإمارات إلى وأد تلك الثورات وإخمادها، من خلال رصد أموال ضخمة، ودعم وسائل إعلامية متنوعة لمناهضة تلك الثورات، وذلك خوفًا من تمدد تلك الثورات لبلدان الخليج من ناحية، والحفاظ على المصالح المشتركة مع الأنظمة الديكتاتورية في البلدان العربية من جهة أخرى.
وبرزت تلك الخطة الخليجية من خلال الدعم الخليجي المنقطع النظير للانقلاب العسكري في مصر على الرئيس الشرعي للبلاد الدكتور محمد مرسي، ومحاولات شق الصف الليبي وزعزعة الاستقرار، من خلال إنشاء ودعم الميليشيات المقاتلة مع اللواء الانقلابي خليفة حفتر، ودعم الاضطرابات في اليمن ما سهل سيطرة الحوثيين على قطاعات كبيرة هناك، والتخلي الواضح عن الثوار في سوريا، ومحاولة التطبيع مرة أخرى مع نظام بشار الأسد، والوقوف بقوة إلى جانب الباجي قائد السبسي، وهو الذي يمثل انتخابه ردة عن الثورة التونسية وعودة جديدة لنظام بن علي القمعي.
وبالإضافة إلى ما سبق، فقد اتفقت عدة دول خليجية على وضع رموز العمل الإسلامي في البلدان العربية على قوائم المنظمات الإرهابية.