على بعد يومين فقط من انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” اعتقلت السلطات السويسرية 14 من كبار المسؤولين داخل الاتحاد، على خلفية اتهامهم في قضايا ابتزاز مالي وتبييض أموال.
اعتقال مسؤولي الفيفا تم بعد سنوات من تحقيقات مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي “اف بي آي” ومتابعته للنشاطات المالية المشبوهة لمسؤولين داخل الفيفا، وأعضاء من أصحاب القرار والمقربين من الرئيس الحالي سيب بلاتير.
من خلال طرح أسئلة والإجابة عنها، سنحاول استرجاع أهم تفاصيل القضية التي باتت تهدد مستقبل تنظيم مسابقات الفيفا في العالم، ومستقبل بلاتير الذي سيخوض انتخابات الرئاسة يوم الجمعة المقبل.
من هم المسؤولون الموقوفون؟
أوقفت السلطات السويسرية بموجب مذكرات توقيف من السلطات الأميركية 14 مسؤولا ومديرا تنفيذيا داخل الاتحاد الدولي لكرة القدم بتهم التلاعب المالي والإداري وتبييض الأموال.
وضمت القائمة جيفري ويب، رئيس “الكونكاكاف” اتحاد شمال ووسط أميركا والكاريبي لكرة القدم، وجاك وارنر، نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم سابقاً، ويوجينيو فيغيريدو الرئيس السابق للاتحاد الأوروغوياني لكرة القدم ورئيس اتحاد أميركا الجنوبية لكرة القدم.
وضمت القائمة أيضا، كلا من خوسيه ماريا مارين، الرئيس السابق للكونفدرالية البرازيلية لكرة القدم ورئيس لجنة تنظيم المونديال بالبرازيل 2014، وإدواردو لي، رئيس الاتحاد الكوستاريكي لكرة القدم، وخوليو روكا، رئيس اتحاد كرة القدم في نيكاراغوا، وكوستاس تاكاس، مساعد رئيس الكونكاكاف لكرة القدم، ورافائيل إسكويفل رئيس الاتحادي الفنزويلي لكرة القدم، ونيكولاس ليوز رئيس اتحاد أميركا الجنوبية لكرة القدم.
لماذا تمت عملية التوقيف اليوم؟
لأن جميع أعضاء الفيفا وكبار مدرائها حاضرون في مدينة زيوريخ بسويسرا، وهم يتقاسمون غرف الفندق ذاته استعدادا لانتخابات الرئاسة التي ستجرى يوم الجمعة.
ماهي أبرز التهم؟
يواجه الأعضاء الموقوفون تهم تلقي رشى تصل إلى 150 مليون دولار خلال 24 عاما. ووجه الادعاء العام الأميركي للموقفين تهم التآمر مع شركات رياضية من أجل منع منافسين من الحصول على حقوق البث التلفزي، والحصول على رشى وعمولات من صفقات للاتحاد الدولي لكرة القدم.
ما هو مستقبل رئيس الاتحاد؟
لم توجه أي تهم رسمية لرئيس الاتحاد السويسري سيب بلاتر. والتزم بلاتر الصمت ولم يعلق على الحادث الذي يعد ضربة قوية لرجالات لطالما اعتمد عليهم وأبرزهم جاك وارنر، كما أن توقيت ايقاف الأعضاء يومين قبل انتخابات الرئاسة قد يقوى من حظوظ منافسه الأمير علي بن الحسين.
ما هو مستقبل كأسي العالم 2018 و2022 ؟
لم يسبق للفيفا أن سحبت تنظيم كأس العالم من أي دولة منذ تنظيم أول كأس عام 1930، كما أن خطوة من الاتحاد تجاه روسيا وقطر سيقابلها احتجاج شديد من الدولتين والشركات الراعية للكأس.
لكن من غير المستبعد أن تطالب الولايات المتحدة واستراليا والبرتغال التي نافست قطر وروسيا على تنظيم كأس العالم، بفتح تحقيق حول تورط الأعضاء في ملفات الترشيح، وإمكانية تلقيهم لعمولات لترجيح كفة قطر وروسيا.
لماذا تحقق الولايات المتحدة في أنشطة الفيفا ؟
بدأ مكتب التحقيقات الفدرالي البحث في أنشطة الفيفا منذ سنوات، وخصوصا في العام 2010 حين حققت ” اف بي اي” في شبهات حول تلقي أعضاء الفيفا لعمولات من أجل منح قطر وروسيا شرف تنظيم كأس العالم.
وفي العام 2013 ذكرت تقارير إعلامية أن الكاتب العام السابق للكونكاكاف تشاك بلايزر يتعاون مع مكتب التحقيقات الفيدرالي بعد ثبوت تورطه في ملفات تهرب ضريبي، وتلقيه لعمولات من طرف هيئات وشركات رياضية.
تعاون بلازر كان حاسما في إثبات تورط أعضاء آخرين، إذ قام العضو السابق للفيفا بتسجيل وتوثيق تلقي أعضاء آخرين رشى.
سوا