قال وليد المعلم وزير الخارجية السوري إن دمشق تريد تنسيقا أكبر مع بغداد لمحاربة مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” الذين سيطروا على مساحات كبيرة من الأراضي في البلدين.
وجاء تصريح المعلم بعد أيام من سيطرة “الدولة الإسلامية” على معبر حدودي واجتياحها مدينة بوسط سوريا. وسيطر تنظيم “الدولة الإسلامية” على معبر التنف مع العراق الأسبوع الماضي وسيطر على مدينة تدمر الأثرية.
ورغم أن دمشق وبغداد تربطهما علاقات وثيقة مع إيران الشيعية إلا أن تصريحات المعلم تشير إلى أن دمشق ليست سعيدة بمستوى التعاون العراقي في القتال ضد “الدولة الإسلامية”.
وقال إن البلدين أدركا ضرورة أن يقاتلا معا. واضاف في مؤتمر صحفي مشترك في دمشق مع نظيره الأرميني إدوارد نالبانديان الذي التقى بالرئيس السوري بشار الأسد إن التنسيق لم يصل إلى مستوى التهديد الذي يواجهه البلدان.
وتنسق بغداد مع القوات الأميركية لقتال تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي سيطر على أراض من قوات الحكومة في شمال وغرب البلاد. وفي سوريا تنفذ طائرات بقيادة الولايات المتحدة ضربات جوية تقول إنها لا تنسقها مع الجيش السوري وتركز على مناطق خارج سيطرة الحكومة.
إلا أن سوريا تقول إنه جرى ابلاغها بهجمات قبل وقت من تنفيذها وانتقدت الغارات التي تقودها الولايات المتحدة قائلة إنها غير فعالة ولكنها لم تعارضها.
وتزداد مخاوف النظام السوري من تنظيم داعش بعد سيطرته على العديد من المدن والمنافذ والموارد الاقتصادية الهامة. ويسيطر التنظيم المتشدد الآن على أكثر من 95 ألف كلم مربع من المساحة الجغرافية لسوريا، كما أنه يسيطر ويتواجد في تسع محافظات سورية هي حمص والرقة ودير الزور والحسكة وحماة وحلب ودمشق وريف دمشق والسويداء، إضافة لوجود موالين له في محافظة درعا.
كما أصبح يسيطر على الغالبية الساحقة من حقول النفط والغاز في سوريا، وبقي خارج سيطرته كل من حقل شاعر الذي تسيطر عليهما قوات النظام في ريف حمص الشرقي، وحقول رميلان التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردي في ريف الحسكة.
وقال المعلم أيضا إن دعم سوريا من حليفيها الرئيسيين روسيا وإيران ما زال قويا وانهما لن يتراجعا عن مساعدة سوريا كي تظل ثابتة.
ونالبانديان ثالث وزير خارجية أجنبي يزور دمشق هذا العام بعد وزيري إيران وروسيا البيضاء.
ويعيش أرمن في سوريا خاصة في شمال البلاد وتوجد بها أيضا عدة كنائس للأرمن والبلدان يعاديان تركيا.
وتتهم سوريا تركيا بتمويل وتسليح المقاتلين إلا أن تركيا تنفي تسليح المقاتلين أو مساعدة الإسلاميين المتشددين. وتدين أرمينيا أنقرة لعدم اعترافها بما تصفها بمذابح الأرمن على يد العثمانيين قبل مئة عام.
وانتقد المعلم تركيا لما وصفها بأفعال عدائية وانتهاكات للمجال الجوي السوري.
وانتقد المعلم أيضا تصريحات وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الثلاثاء التي حذر فيها من أن يواجه العراق وسوريا مزيدا من الانقسام ما لم يتم تعزيز الجهود الدولية لمواجهة مسلحي تنظيم “الدولة الإسلامية” سريعا.
وقال المعلم إن الشعب السوري قادر على صد أي هجوم ومنع أي محاولة لتقسيم سوريا. وأضاف أن فرنسا تدعم الانتفاضة المندلعة منذ أربعة أعوام ضد الأسد ودعمت الإرهاب وتتآمر ضد سوريا.