كشفت مصادر تونسية مطلعة تفاصيل مهمة عن مخطط إماراتي لتنفيذ انقلاب في تونس، على غرار الانقلاب الذي جرى في مصر، ومولته الإمارات، وأدى إلى إطاحة الرئيس الإسلامي المنتخب محمد مرسي.
وأكدت المصادر أن الإمارات اشترطت على الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي إعلان إجراءات عقابية ضد حركة النهضة الإسلامية، مقابل المساهمة في إنقاذ الاقتصاد التونسي المتعثر أصلا.
لكن المصادر ذاتها أبلغت موقع (الجمهور) بأن أبو ظبي تجد صعوبة في تطبيق السيناريو المصري في تونس لأسباب عدة، أهمها أن السبسي وبعد فوزه في الانتخابات الرئاسية وفوز حزبه نداء تونس بالانتخابات التشريعية، قطع عهدا على نفسه أمام النهضة بعدم التصادم معها، وأشركها في الحكم استنادا إلى تفاهمات مسبقة.
وقالت المصادر إن المواقف الجديدة للمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية والجزائر (الجار القريب لتونس) باتت رافضة لتكرار التجربة المصرية في تونس، وهي التجربة التي جرّت مصر إلى دوامة من الفوضى والعنف طال أمدها.
وفي ذات السياق، أكد مقربون من الأمين العام الجديد لحزب نداء تونس، محسن مرزوقي، أن أبو ظبي شرعت في تنفيذ المخطط لتمرير مشروعها الانقلابي في تونس.
وقال هؤلاء إن المخطط الإماراتي يقوم في مرحلته الأولى على تركيع الاقتصاد التونسي وإضعافه، فيما تتضمن المرحلة الثانية الإطاحة بالحكومة الائتلافية التي يرأسها الحبيب الصيد، أما المرحلة الثالثة فتسعى إلى الدفع برئيس الوزراء السابق مهدي جمعة إلى دائرة الضوء من جديد، وإظهاره على أنه المنقذ للبلاد.
وشددوا على أن المرحلة المذكورة تضمن دعم جمعة ماليا، لإنقاذ الاقتصاد المثقل بالديون.
وأكدوا أن الشقيق الأكبر لجمعة (السياسي المعروف لطفي جمعة)، سيتولى إدارة المفاوضات النهائية حول المشروع السياسي الذي ستنفذه الحكومة المدعومة من الإمارات، والذي سيقوم بالدرجة الأولى على إبعاد الإسلاميين من دوائر الحكم، ومنعهم من لعب أي دور فاعل على مختلف المستويات.
وكان الصحافي التونسي سفيان بن فرحات، المعروف بقربه من قيادات نداء تونس، قد صرح قبل أيام بأن الرئيس السبسي أخبره بشكل شخصي أن عدم حصوله على الدعم الاقتصادي الخارجي ناتج عن عجزه تلبية المطالب الإماراتية.
وأفاد بأن الإمارات اشترطت على السبسي تطبيق السيناريو المصري ضد الإسلاميين التونسيين، لدعم اقتصاد تونس.
وكان لافتا أن تصريح بن فرحات بُث أيضا على قناة نسمة المعروفة بقربها ودعمها للنداء ولرئيسه السابق قائد السبسي.
وتزامن هذا التصريح مع تصريحات وتحليلات أخرى بُثت على القناة ذاتها، واحتوت اتهامات مباشرة لإمارة أبو ظبي باشتراطها إعلان رئاسة الجمهورية الحرب على النهضة، لإنقاذ الاقتصاد التونسي من الانهيار.