قالت صحيفة جلوبال بوست الأمريكية إن مصر بدأت تخسر بالفعل أصدقاء في أوروبا جراء سجلها الحقوقي “الفقير”، واستشهدت بموقف رئيس البرلمان الألماني الذي ألغي مؤخرا لقاء مع الرئيس السيسي.
وكتبت الصحيفة في سياق تقرير للكاتبة لورا ديان اليوم الثلاثاء: “بالفعل، يتسبب السجل المصري الفقير المتصاعد لحقوق الإنسان في خسارة القاهرة أصدقاء في بعض العواصم الأوروبية”.
ومضت تقول: “رئيس البرلمان الألماني نوربرت لامرت ألغي لقاء مع السيسي، كان يفترض انعقاده في يونيو المقبل (أثناء زيارة الرئيس المقبلة لبرلين)”.
ونقلت إذاعة دويتشه فيله الألمانية عن لامرت في وقت سابق قوله: إن نقص التطور الديمقراطي في مصر، وتأجيل الانتخابات البرلمانية، والاعتقالات، وأحكام الإعدام الجماعية يتنافى مع الحد الأدنى لشروط اللقاء مع السيسي..في ضوء تلك الظروف، لا أعرف ماذا سيدور الحديث بين رئيس برلمان منتخب، ورئيس دولة لا تقاد للأسف بشكل ديمقراطي”. لكن الجانب المصري ذكر أنه لم يطلب ذلك اللقاء.
وقال بيان رسمي أصدره مكتب لامرت الثلاثاء الماضي: “أبلغ رئيس البرلمان السفارة المصرية بقرار إلغاء اللقاء..بالرغم من توقعات تحديد مصر لموعد انتخابات برلمانية، طال انتظارها، إلا أن ما نشهده خلال الشهور الأخيرة هو اضطهاد ممنهج لجماعات المعارضة، واعتقالات جماعية، وإدانات بعقوبات سجن لفترات زمنية طويلة، وعدد لا يصدق من أحكام الإعدام، والتي تتضمن رئيس البرلمان المصري السابق سعد الكتاتني”.
لكن محمد حجازي السفير المصري ببرلين ذكر أن الحكومة المصرية لم تتقدم بطلب للقاء لامرت، مشيرا إلى أن الجانب الألماني هو من أضاف الاجتماع المذكور لبرنامج الرحلة.
وعلاوة على ذلك، أصدر ستيفن سيبرت، المتحدث باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بيانا ذكر فيه أن دعوة زيارة السيسي لألمانيا في الثالث والرابع من يونيو ما زالت قائمة، واصفا مصر بأنها لاعب هام في العالم العربي، وتستطيع المساهمة في إرساء السلام بالمنطقة.
ونقلت جلوبال بوست عن البروفيسور الأمريكي ناثان براون “ أعتقد أن اللاعبين الغربيين- أوروبا والولايات المتحدة- يتماشون مع حقيقة الطريق القمعي الذي يسير عليه النظام المصري. لكن “إذا نفذت الحكومة المصرية كافة أحكام الإعدام سيصل مستوى إراقة الدم إلى مستوى من الصعب تجاهله، وأعتقد أن ذلك قد يؤدي إلى قدر من العزلة الدولية”.
أما إذا نفذت الحكومة بعضا من أحكام الإعدام بشكل يعتمد على الانتقاء، سيسفر ذلك عن المزيد من التوتر في علاقة الغرب بالنظام المصري، لكنها لن تعطلها بشكل كامل، بحسب براون.