قالت صحيفة “ميدل إيست بريفينج” الأمريكية إن الولايات المتحدة تدرس تنفيذ “خيار السيسي” في ليبيا.
وكتبت الصحيفة، التي تنشر أسبوعيا لصالح مجموعة” أورينت أدفيزوري” الاستشارية: “البنتاجون والمخابرات الأمريكية تدرس ما أشير إليه باسم “خيار السيسي” بالنسبة لليبيا، في الوقت الذي يقترب فيه 17 يونيو، الموعد النهائي المحدد للوساطة الأممية لوقف إطلاق النار، وتأسيس حكومة واحدة، في غياب أي علامة على حدوث انفراجة دبلوماسية”.
المهمة الأممية في ليبيا يقودها برناردينو ليون، تحاول التوصل لاتفاق بين حكومة طبرق المنتخبة، وائتلاف فجر ليبيا، المتمركز في طرابلس، والذي هيمن على العاصمة، ويحكم النصف الغربي من البلاد منذ العام الماضي.
وبينما تدعم واشنطن رسميا مبادرة الأمم المتحدة، يدرس البنتاجون وسي آي إيه آلية احتمال طارئ بتنصيب اللواء خليفة حفتر رئيسا لليبيا، إذا فشلت المفاوضات، وفقا للصحيفة.
واستطرد التقرير: “وحتى الآن، تمد الولايات المتحدة قوات حفتر بأسلحة كافية، لتصعيد الضغوط على فجر ليبيا، الذي تهيمن عليه الإخوان.
كما تتضمن الخطة، تشجيعا سريا لقبائل ليبية للانشقاق عن طرابلس، لإجبار فجر ليبيا على الجلوس على مائدة المفاوضات.
وإذا مر 17 يونيو دون الوصول لاتفاق، فإن إدارة أوباما تستعد لتمويل حفتر لتنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق ضد ائتلاف فجر ليبيا والفصائل الجهادية المتحالفة معه.
واشنطن مقتنعة بقدرة الجنرال حفتر على إحكام قبضته الأمنية على ليبيا بمرور الوقت، بالإضافة إلى أنه سيكون حليفا مخلصا لواشنطن.
ويضغط مسؤولو البنتاجون من أجل استحواذ حفتر على السلطة، إذا فشلت المفاوضات، بدعوى قدرته على رئاسة الدولة، وتحالفه الوثيق مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي صعد إلى السلطة في أعقاب احتجاجات حاشدة ضد فترة الحكم “الفاشلة” للرئيس الإخواني محمد مرسي، بحسب الصحيفة.
ونقلت الصحيفة عن جنرل أمريكي متقاعد قوله: “ البنتاجون يروج لتطبيق نموذج السيسي في ليبيا”.
وعلاوة على ذلك، فإن حفتر شخصية معروفة لدى البنتاجون وسي آي إيه، إذ تم جلبه إلى الولايات المتحدة عام 1990 بعد انشقاقه عن معمر القذافي، بعد أن كان قد ساعد في الإطاحة بالملك إدريس أواخر الستينيات من القرن المنصرم.
وعاد حفتر أدراجه إلى أفريقيا عام 1996 كجزء من محاولة انقلاب فاشلة ضد القذافي، ثم عاد مجددا عام 2011، بعد اندلاع ثورة بنغازي.
العام الماضي، شن حفتر، بدعم من مصر والإمارات، بالإضافة إلى دعم أمريكي حذر، حملة عسكرية ضد متمردي فجر ليبيا المدعومين من الإخوان، وفقا للتقرير.
وفي مارس 2015، تم تعيين حفتر رئيسا للقوات المسلحة الموالية لحكومة طبرق.
وبحسب التقرير، فقد سببت ليبيا إحراجا هائلا لإدارة أوباما، بعد نشر وثيقة تابعة لوكالة المخابرات الدفاعية، يرجع تاريخها إلى 12 سبتمبر 2012، والتي توضح تفاصيل اليوم السابق للهجوم على قنصلية بن غازي، الذي أودى بحياة السفير الأمريكي كريستوفر ستيفنز وثلاثة دبلوماسيين مساعدين له.
الوثيقة تلقي مسؤولية الهجوم على كتائب عمر عبد الرحمن في درنة، وتشير إلى أن مخطط الاعتداءات بدأ في الأول من سبتمبر 2012، بهدف الانتقال من قتل مسؤول بارز، ليبي المولد، بالقاعدة، وإحياء ذكرى 11 سبتمبر 2001.
وتدخض الوثيقة المذكورة ادعاءات أوباما ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس، اللذين ظلا يرددان على مدى أسابيع أن هجوم القنصلية تلقائي، خلال احتجاجات على فيديو مسيء للرسول.