من تطبيقات الهاتف المحمول التي يمكنها إنجاز أي شيء، مرورًا بالسيارات التي لا تحتاج إلى سائق ووصولًا إلى الروبوتات التي باتت شديدة الشبه بالبشر، شهد العقد المنصرم تقدمًا هائلًا في مجالي العلم والتكنولوجيا، فما الذي نتوقع ظهوره في العقد المقبل؟
يقول الدكتور متشيو كاكو، أستاذ الفيزياء النظرية في جامعة نيويورك في السنوات العشر المقبلة: سنشهد تحولًا من استخدام الإنترنت إلى استخدام شبكات المخ، حيث سيكون ممكنًا نقل الأفكار والعواطف والمشاعر والذاكرة على الفور عبر الكرة الأرضية.
بات بإمكان العلماء الآن توصيل الدماغ بجهاز حاسوب والبدء باستخلاص بعض الذكريات والأفكار. وهذا قد يُحدث ثورة في مجال الاتصالات بل وربما حتى في مجال الترفيه، كما سيكون بمقدور المؤرخين والكتاب تسجيل الأحداث ليس فقط عبر الوسائط الرقمية، وإنما أيضًا في صورة مشاعر، فضلاً عن انخفاض مستوى التوتر بين البشر.
وأضاف الدكتور راي كورزويل، مخترع ورائد في علوم بحلول عام 2025، سيكون بمقدور الطابعات ثلاثية الأبعاد طباعة الملابس بتكلفة زهيدة جدًا، وسيكون هناك العديد من مصادر التصميم المجانية مفتوحة المصدر، لكن الناس سينفقون الأموال في تحميل ملفات الملابس من مواقع أشهر المصممين مثلما يشترون اليوم الكتب الإلكترونية وغيرها من الملفات.
كما ستعمل الطابعات ثلاثية الأبعاد على طباعة الأعضاء البشرية باستخدام خلايا جذعيه معدلة باستخدام الحمض النووي الخاص بالمريض بما يوفر مصدرًا لا ينتهي للأعضاء البشرية، وستختفي مشكلات رفض الجسم للعضو المزروع.
كما سنصبح قادرين على علاج تلف الأعضاء البشرية باستخدام خلايا جذعية معاد برمجتها، على سبيل المثال قلب تالف بسبب أزمة قلبية.
وستعمل الطابعات ثلاثية الأبعاد على طباعة نماذج رخيصة لمنازل أو مكاتب على هيئة الليجو. وذكرت الدكتورة آني ليز جار، مؤسسة وكالة التنبؤ بالاتجاهات المستقبلية أن منظمة الصحة العالمية تتنبأ بأن الأمراض المزمنة ستشكل ثلاثة أرباع أسباب الوفاة على مستوى العالم بحلول عام 2020، لذا فإن تطور برنامج الصحة المتنقل M-Health (تشخيص الأمراض في أي مكان في العام، والتغذية العكسية الحيوية، والرقابة الشخصية) من المقرر أن يُحدث ثورة في علاج حالات مثل السكري وارتفاع ضغط الدم.
كما ستوفر تطبيقات مصممة من قبل أطباء محترفين فرصة للرد بفعالية على المرضى في الوقت الحقيقي، والتصدي للحالات المزمنة في مراحل مبكرة، والمساعدة في تحسين أنماط الحياة في المجتمعات في الدول النامية والمتقدمة على حد سواء.
أما الدكتور جيمس كانتون، المدير التنفيذي لمؤسسة غلوبال فيوتشر ستغزو الأجهزة النقالة التي يمكن ارتداؤها العالم. وبحلول عام 2025، سيكون الإنترنت متاحًا للجميع وسترتبط كل أمة ومجتمع وشركة وفرد بكل أنواع المعرفة، وهذا سيسرع من الوصول إلى التعليم والرعاية الصحية والوظائف والترفيه والتجارة. سيصبح الذكاء الاصطناعي ذكيًّا مثل الإنسان وربما أذكى.
وسيتم دمج الذكاء الاصطناعي في السيارات والروبوتات والمنازل والمستشفيات بما سيخلق اقتصاد الذكاء الاصطناعي. كما سيحدث اندماج بين البشر والروبوتات، على المستوى الرقمي والمادي، في مجال علاج المرضى أينما كانوا حول العالم.
وستجري روبوتات الجراحة عمليات على المرضى عن بعد، وسيعمل الأطباء الآليون على توليد النساء وعلاج المرضى عبر الهاتف. ويقول جيسون سيلفا، مقدم برنامج «ألعاب العقل» على قناة ناشونال جيوجرافيك: ستصبح ثورة تقديم الخدمات حسب الطلب عالمًا واسعًا، حيث ستزيد تحديثات البرامج الحيوية، والأدوية المخصصة، والذكاء الاصطناعي من مستوى الرعاية الصحية والرفاهية.
وسيزيد الاعتماد على النظم الآلية من إثراء حياتنا اليومية بشكل لا حدود له. تقول الدكتورة أمي زالمان، المديرة التنفيذية ورئيسة مجتمع مستقبل العالم، إنه بات لدى الباحثين الآن طرق أكثر دقة للنظر في أدمغتنا وأجسادنا من أجل سلوكياتنا وتصرفاتنا. وقبل بضع سنوات، أكد باحثون في جامعة هارفرد أن القادة يتعرضون لضغوطات أقل عن غير القادة. كما بينت دراسة أجريت في جامعة بن غوريون أن القضاة مرروا أحكامًا مشددة قبل الغداء عندما كانوا يشعرون بالجوع.
بينما يختتم الدكتور مارك ستيفنسون، مؤلف كتاب «رحلة شخص متفائل إلى المستقبل»: التكنولوجيا ليست هي أهم شيء في الحياة، ولكن ما يهم هو فيمَ سيستخدمها المجتمع، والآن يعتبر التغيير المؤسسي هو النقطة الشائكة. ما نحتاج البحث عنه هو طرق جديدة لتنظيم أنفسنا.