سي ان ان – كشف عاصم طاهر البرقاوي، المعروف بـ”أبي محمد المقدسي”، أحد أبرز الوجوه الدينية السلفية والمُنظّر والمرجع الروحي للعديد من الجماعات الجهادية المسلحة، في مقابلة مطولة مع CNN بالعربية عن العديد من المفاصل التي تركت أثرا فكريا وعقائديا بحياته، كما تحدث عن علاقته بقادة القاعدة وبأبي مصعب الزرقاوي وموقفه من داعش، وتنشر CNN بالعربية تصريحاته على حلقاته، الأولى منها مخصصة لمسيرته الدينية والفكرية.
السؤال: متى بدأت بتبني الفكر السلفي؟
الجواب: الحقيقة منذ بداية نشأتي وتوجهي الديني، كانت بداية توجهي التوجه السلفي ، لم أجرّب التيارات الأخرى، أنا أول ما تدينت في مرحلة الدراسة الثانوية كان اختلاطي مع شباب من أبناء هذا التيار، التيار السلفي ولكن ليس التيار الذي نتج بعد ذلك وهو ما يسمى الآن بالتيار السلفي الجهادي، ولكن سلفي حركي متوسط بين التيار الإخواني والتيار السلفي العلمي المجرّد، فكانت بداية نشأتي الدينية مثل مع هذا التيار السلفية الحركية، وهدايتي كانت على أيدي بعض الأفراد في هذا التيار وهم وجهوني للتعلم من كتابات شيخ الإسلام إبن تيمية وابن القيم ومحمد الوهاب وأمثالهم، هم الذين من حببونا أو وجهونا أو زكّوا لنا مثل هذه الكتابات، بعد ذلك صار عندنا يعني أنا طبيعة شخصيتي لا أحب أن أتقيد أو أتقوقع في تيار معين فكانت لي احتكاكات ولقاءات وتواصل مع تيارات أخرى مثل جماعة الجهاد المصرية، والجماعة الإسلامية في مصر والموجودين في الخليج وفي أفغانستان وفي غيرهم، وعكفت على قراءة كتب أئمة الدعوى النجيدية غرفت منها الكثير وتأثرت بها كذلك في بداية كتاباتي، وكل من يقرأ كتاباتي الأولى يجد أن الأثر واضح فيها، فكانت هذه هي النشأة، ولذلك الذهاب إلى أفغانستان والدخول إلى أفغانستان والمكوث في بيشاور والذي جعلنا نقتني أكثر وأكثر من التيار السلفي الجهادي.
السؤال: هل كان هنالك نفوذ او تدخل سعودي في تعليم الفكر الوهابي، بينما كنت تكمل دراستك الجامعية في جامعة الموصل، هل كان هنالك تأثير للفكر الوهابي؟
الجواب: لا الدراسة في جامعة الموصل أنا كنت قبل في هذه الفترة التي ذكرت في بداية الهداية وبداية التأثر بالتيار السلفي الوسطي وليس الجهادي كانت قبل ذهابي إلى الموصل ، وعندما ذهبت إلى الموصل بعدها كنت أعكف على كتب شيخ الإسلام إبن تيمية وكتب قائمة الدعوى النجدية بجهد فردي مني ولم يكن بتأثر من أشخاص، تركت جامعة الموصل على أثر مراسلات بيني وبين الشيخ عبد العزيز بن باز ونصحني على أن أترك الجامعة لاجل الاختلاط وقال تعال إلى هنا ونحن نزكيك في الجامعات الإسلامية في المدينة، وأنا كنت أرغب في الدراسة في المدينة المنورة وذهبت إلى هناك وكانت هذه بداية التأثر وذهابي إلى هناك ومكوثي في المدينة المنورة لقرابة السنة أتردد على الجامعة للمحاولة في التسجيل في الجامعة الإسلامية وعكوفي على دراسة كتب قيمة الدعوى النجدية في مكتبة جامعة المسجد النبوي وغيرها من المكتبات هي كانت بداية تأثري بما تسميه أنت بالفكر الوهابي فيما نسميه نحن بالسلفي.
السؤال: هل تعتقد بان النظام السعودي يسير على النهج السلفي نوعاً ما، لانه يوجد الداعية الذي ذكرته “بن باز”، والذي يعتبر جزءاً من الدعوة إلى تطهير الإسلام تماشياً مع الفكر السلفي؟
الجواب: نشأة النظام السعودي كانت تسير جنبا إلى جنب مع دعوة الشيخ الوهّاب.
السؤال: أخبرني عن أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة، متى قابلته، وأين قابلته، وكيف بدا ذلك؟
الجواب: قابلته في بيشاور وهو كغيره مثل كل الجهاديين المتواجدين في بيشاور طبيعي أن شخص يذهب إلى بيشاور قد يلتقي بمثل هذه الشخصيات، هذا أمر عادي جداً، قابلته وقابلت أبو عبيدة بن شيري وحفص النصري وقابلت سيد إمام، قابلت الكثير من الجهاديين المتواجدين هناك قابلتهم وطبيعي جدا أن يحتك الإنسان بهؤلاء والعهد قديم وهو من أيام احتلال الروس لافغانستان ، لم أكن أنا هناك في فترة حركة الطالبان، كلامي قليل.
السؤال: هل كنت تنظر إليه هو أن يكون رجل قيادي روحي أو أخ؟
الجواب: أنا قابلته عندما كان يعمل طبيب بشري في مستشفى الهلال الكويتي في بشاور، وكنت أتردد على المستشفى أحيانا وتعرفت عليه وأصبحت بيننا علاقات تزاور وتباحث حول المشاكل التي كانت تحصل في ساحة بيشاور، وهذه العلاقة كان لها أثر لاحقاً في تمكني من الدخول إلى معسكرات القاعدة والتدريس في معاهدها الشرعية وأنا أتكلم الآن عن مرحلة قديمة وليست أيام الطالبان، فأنا لم أذهب إلى أفغانستان أيام الطالبان.
السؤال: ماذا بشأن الزرقاوي الذي ترأس القاعدة في العراق، متى قابلته؟
الجواب: التقيت به أول مرة في بيشاور وعرفني عليه شيخ كان معروف سابقاً في بريطانيا ألا وهو الشيخ أبو الوليد الأنصاري تعرفت عليه في بيته وأبو مصعب الزرقاوي كان في ذاك الوقت في الأردن، وانا كنت ما زلت في الكويت، ولذا التقيت به في الفترة التي كنت أتردد فيها على أفغانستان، في بيشاور، وتعارفنا وتبادلنا العناوين لانه نيتي في الأساس بالرجوع إلى الأردن من أجل أن نلتقي في الأردن ونتعاون في الدعوة لاحقاً، وهكذا كان اللقاء الأول.
السؤال: إذا كل شيء بدأ في أفغانستان، قابلت الظواهري والزرقاوي في أفغانستان؟
الجواب: يعني هذا ليس أمراً غريباً وذلك أن أفغانستان للجيل الجديد، جيلنا
نحن كانت هي مركز كل هذه اللقاءات والتقاء كل الجماعات التي تصب في هذا التيار السلفي الجهادي، وهذا أمر ليس بغريب. وأن كل إنسان له توجه جهادي أو عاطفة يريد أن ينصر المسلمين في أفغانستان ذهب بطبيعة هذا التوجه وهذه العاطفة وهذه التربية الى هناك ، فلذلك التقى كل الناس القريبيين من تلك العاطفة في ذالك الوقت في ذلك المكان وان اختلفت بلدانهم أو حتى أفكارهم منذ البداية، ولكن كل من له عاطفة دينية وحمية لأمته ويريد أن يناصر المسلمين في أفغانستان ذهب كل هؤلاء إلى هناك والتقى وبعد ذلك حصل كل تناقح الأفكار في تلك الساحة وانصهر هذا التيار تحت ما يسمى الآن التيار السلفي الجهادي، بعضهم بايع القاعدة والتزم معها، ورغم أن البعض الآخر إن لم يكن قد بايع القاعدة، إلا أنه أصبح هنالك نوع من التقارب في هذه الساحة وتدارس للأفكار وانصهارها ضمن فيما سمي بعد ذلك بالتيار السلفي الجهادي، وبالنسبة لي أنا لم أبايع القاعدة، ولكن لمعرفتي لشخصيات كثيرة فيها في ذلك الوقت والتقائي بهم حصل نوع من الثقة والصداقة مع أخوة الإسلام والتي أصلا موجودة ، وتوجد ثقة سابقة من خلال كتاباتي التي طبعت في الساحة التي سبقتني وطبعت في بيشاور، ولذلك هذا الأمر أهلني لأن أكون محل ثقة لبعض قياداتهم وأن أدرس في معسكراتهم، وأدرس في معاهدهم الشرعية، وتكمن هنالك صداقة خاصة، ولم أكن مبايعاً للقاعدة.