أكد جمال خاشقجي، الكاتب السعودي المقرب من دائرة صنع القرار في المملكة ومدير قناة العرب الإخبارية، أنه لو “أقبلت السعودية ونزلت بثقلها وحدها أو مع الأمم المتحدة، فإن (مصر والإمارات) ستتركان الساحة الليبية، إن رأتا حزماً سعودياً كالذي رأتاه في اليمن.
متابعا خلال مقاله الأسبوعي اليوم السبت بصحيفة “الحياة” والذي تحدث فيه عن فكرة «الطائف الليبي»، ومطالبا بها، أنه لا بد أن يسبقها تحييد القوى التي غذت الصراع هناك – يقصد في ليبيا – (مصر والإمارات – تركيا وقطر)، مؤكدا بأن الأخيرتين مستعدتان لترك الساحة للسعودية فورا، إن أقبلت ونزلت السعودية بثقلها، أما مصر والامارات فتحتاجان أن ترى حزما سعوديا مثل اليمن.
وكانت هناك مطالبات عدة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ومن خلال صفحة خاشقجي الشخصية من قبل نشطاء ليبيين يطالبونه بالحديث عن تدخل الملك سلمان في ليبيا بعدما شن عاصفة الحزم في اليمن.
وافتتح خاشقجي الحديث عن الأمر اليوم في مقاله قائلا: “لم تنته الرياض من إعادة السلام والوفاق الى اليمن، فهل من المنطق أن تمضي في مشروع سلام نحو ليبيا؟ نعم، لأنها قادرة على ذلك، ولأن شياطين الشر الكامنة داخل وحول الصراع الليبي، الكفيلة بتوحشه أكثر، لن تنتظر حتى تفرغ المملكة مما في يدها”.
ووصف خاشقجي الوضع في ليبيا بـ”السيئ”، ولكن يمكن أن يصبح أسوأ إذا ما طال إهماله، بينما هو سهل ممتنع، يمكن إصلاحه إذا ما توافرت العزيمة والنية الطيبة والأخوة الصادقة، وهذا كله متوافر في الرياض، التي لا مصلحة لها في ليبيا، ولا تطمع في أرضها ولا نفطها، إنها تريد سلامتها فقط.
كما كشف عن وجود رغبة حقيقية لدى الليبيين. يريدون دوراً للرياض، ومن هؤلاء وزير الخارجية الليبي محمد الغرياني، ووزير العدل مصطفى القليب، وحسين الجازوي المحسوب على الحركة الإسلامية، هكذا قدم نفسه، والذين التقى بهم – مصادفة ببهو فندق بأنقرة على حد وصفه – فأبلغوه رسالتهم هذه وأمّنوه أن يوصلها للقيادة السعودية، قائلا: “وها أنذا أفعل”.
موضحا أنهم كانوا يستعدون لاجتماع مع الحكومة التركية، التي تؤيدهم هي وحكومة قطر فقط، بينما تؤيد حكومة طبرق التي تحاول حسم الصراع بالقوة الإمارات ومصر فقط، بينما تؤيد بقية دول المنطقة حلاً سلمياً هناك لإدراكها عن حكمة ومعرفة أن لا أحد يستطيع حسم الصراع بالقوة. الشيء الوحيد الذي تستطيع القوة فعله في ليبيا هو تدميرها بالكامل وتحويلها إلى صومال أخرى – على حد قوله –.
وفي الوقت الذي تظهر فيه مصر والإمارات داعمين رئيسين لتأجيج الصراع في ليبيا منذ اللحظة الأولى كما جاء في التسريبات الأخيرة لمكتب السيسي التي أذاعتها قناة مكملين الفضائية أول أمس، وكما سبق وأن أذاعت صحف أجنبية وتقارير دعمها لحفتر وقواته، ضلوعهما في هجمات جوية على ثوار ليبيا، وبعد فشل مصر والأمم المتحدة في حل الصراع الدائر هناك أو ترجيح كفة حكومة “طبرق” كما كان يصبو الجنرال السيسي قائد الانقلاب المصري عندما دعا لل “الملتقى الموسع للقبائل الليبية” الموالية لحفتر قبل يومين، تتعالى الأصوات الآن لتدخل السعودية لحقن الدماء وحل الأزمة الليبية، فكما تحدَّثَ ودعا وتمنى عدد من المفكرين والنشطاء أن تلحق “عاصفة الحزم” في اليمن عاصفة حزم في سوريا، ودشنوا هاشتاق عبر تويتر بعنوان (عاصفة_الحزم_في_سوريا_الحسم)، تصاعدت اليوم دعوات بتدخل الملك سلمان لحل الأزمة الليبية أيضا. وتم تدشين هاشتاق بعنوان (# الملك_سلمان_للتوسط_لحل_الازمة_الليبية).
وكتب عبد الله المطيري: “نصيحة للإخوة في ليبيا العزة والكرامة، لن يوقف مخطط سرقة ثروات ليبيا ونفطها إلا هذا الملك الحكيم”.
فيما أكد “أبو عبد الرحمن” أن: “الملك سلمان سيحزم أمره ان شاء الله للوساطة لحل الصراع في ليبيا ويكون سببا في حقن الدماء”.
وتعيش ليبيا أزمة تفاقمت بعد إعلان اللواء خليفة حفتر عما يسمى بعملية “الكرامة” العسكرية، التي أدخلت البلاد في الفوضى والاضطراب.
ورفضت أطراف محلية وإقليمية ودولية قرار المحكمة الدستورية، الذي كان من المفترض أن يحل الأزمة، بحل برلمان طبرق، ما ساهم في تعميق الأزمة وتشكل حكومتين في البلد النفطي.