رأى الكاتب “بروس ريدل”، مدير مشروع الاستخبارات في معهد بروكينغز، أنه في الوقت الذي تصاعدت فيه الحرب في اليمن بعد هدنة إنسانية قصيرة، فإن المخاطر تزداد بالنسبة لأمراء المملكة العربية السعودية وكذا المنطقة وواشنطن. ومن غير المرجح أن يترتب على المحادثات، التي من المتوقع أن تستضيفها الأمم المتحدة في جنيف الأسبوع المقبل، الكثير من المكاسب، وفقا لما كتب.
فقد استأنفت القوات الجوية السعودية وحلفاؤها العرب حملة القصف هذا الأسبوع بعد وقف إطلاق النار لمدة خمسة أيام لاعتبارات إنسانية في اليمن. وقد رهن وزير دفاع السعودية ونائب ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، مستقبله وبلاده بتحقيق نوع من النصر في حرب المملكة في اليمن.
وفي تقديره، فإن محادثات الأمم المتحدة، التي تترك صنعاء تحت سيطرة التمرد الحوثي المدعوم من إيران، ليس انتصارا حاسما بالنسبة لأفراد العائلة المالكة، فمحمد بن سلمان يحتاج إلى أكثر من ذلك بكثير، وفقا للكاتب.
فبعد أسابيع من الهجمات الجوية على المتمردين الحوثيين وحلفائهم، يبدو أن حرب الأمير وصلت إلى طريق مسدود. كما إن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية في اليمن من شأنها أن تُسمَم العلاقات لسنوات.
وكان السعوديون يأملون في أن يتمكنوا من حشد ما يكفي من اليمنيين ضد الحوثيين لبناء جيش لدحر الحوثيين وقامت القوات الخاصة بتدريب اليمنيين ودمرت المعارك الضارية المدن اليمنية.
عين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ابنه وزيرا للدفاع في 23 يناير الماضي بعد أن كان ابنه قد شغل منصب رئيس الديوان الملكي لأبيه سلمان، وكان آنذاك وليا للعهد، لمدة عامين.
كان الابن بلا خبرة عسكرية سابقة أو تعليم عسكري، وفقا لما أورده الكاتب، وبعد أقل من شهرين على تعيينه، شن السعوديون عملية عاصفة حاسمة لإجبار الحوثيين على الخروج من المناطق التي استولوا عليها وإعادة حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى السلطة.
أشعر السعوديين واشنطن بالغارات الجوية الأولى قبل ثلاث ساعات من إطلاقها. وأصبح ابن الملك على الفور واجهة الحرب.
وقد سعى سلمان أيضا على الفور لإشراك القوات البرية الباكستانية، صاحبة الخبرة، في حرب اليمن.
وحاول الباكستانيون إقناع الملك وابنه في اجتماعات الرياض أن القفز إلى الحرب من دون إستراتيجية قابلة للتطبيق لتحقيق النصر مغامرة فير مضمونة العواقب. وعلى هذا، رفض الباكستانيين الانضمام إلى المجهود الحربي وتسرب قلقهم إلى الصحافة. وكان يُصور الأمير الشاب على أنه “غير مجرب” وغير جاهز لهذا المنصب، وكانت هذه تقديرات الرئيس الباكستاني نواز شريف، الذي قضى سنوات في المنفى في المملكة ويعرف أفراد العائلة المالكة أفضل من أي طرف أجنبي آخر، وفقا للكاتب.
وتكرر مثل هذا الهمس في جميع أنحاء دول الخليج الآن تقريبا من أن القيادة السعودية تسرعت واندفعت. لقد كان السعوديون تقليديا حذرين جدا وينفرون من المخاطر.
وهناك الآن حديث عن عدم وجود خطة لنهاية الحرب، ولكن لا أحد يريد أن يقول صراحة بأن الرياض في مستنقع.
من جانبهم، يبدو أن الحوثيين عازمون على استدراج السعوديين. وقد شنوا هجمات بالمدفعية والهاون عبر الحدود على البلدات والمدن السعودية في منطقة عسير شن عمليات برية صغيرة. ويبدو أنهم يضغطون عسكريا للاستيلاء على عدن في الجنوب.
ويتزامن هاجس الرياض في اليمن مع المكاسب الميدانية التي حققها تنظيم الدولة في الرمادي وتدمر. وفي الوقت الذي كانت تقصف فيه القوات الجوية السعودية صعدة وصنعاء، عزز تنظيم الدولة تقدمه في سوريا والعراق.
** رابط التقرير الأصلي: http://www.al-monitor.com/pulse/originals/2015/05/yemen-war-escalates-stakes-raise-saudi-princes.html