” تفجير انتحاري في مسجد شيعي بالسعودية يشعل العنف،” هكذا عنونت شبكة بلومبرج الإخبارية الأمريكية تقرير سلطت فيه الضوء على التداعيات المحتملة للتفجير الذي استهدف مسجدا ببلدة القديج بمحافظة القطيف اليوم الجمعة وحصد أرواح العشرات، مشيرة إلى إنه يضع البذرة الأولى للتوترات الطائفية في المملكة.
ونسب التقرير لوكالة الأنباء السعودية الرسمية نقلا عن المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية قوله إن السلطات سوف تتعقب المتورطين في تلك ” الجريمة الإرهابية”، وأن الجناة يسعون لتقويض الوحدة في المملكة.
وقال جعفر الشايب، الناشط الحقوقي المحلي في تصريحات هاتفية لـ بلومبرج من خارج المسجد الذي شهد التفجير، إن الكثير من الأشخاص تلطخت ملابسهم بالدماء نتيجة مساعدتهم في نقل المصابين للمستشفى.
ويعتبر الحادث هو الأعنف في المملكة منذ شهور في الوقت الذي تلعب فيه القوات المسلحة السعودية دورا متناميا في الصراعات التي يجوب بها اليمن وسوريا.
وكان العاهل السعودي الملك سالمان بن عبد العزيز قد عين أمراء أصغر سنا في أبريل الماضي للإشراف على السياسة الخارجية والدفاع، موكلا إليهم مسئولة منع تسلل الاضطرابات إلى داخل المملكة.
ويعد تفجير القديح هو الاعتداء الثاني على الاقلية الشيعية في السعودية منذ نوفمبر من العام الماضي، حينما استخدم ثلاثة مهاجمين أسلحة وبنادق آلية في قتل خمسة أشخاص وإصابة تسعة أخرين في قرية الدالوة شرقي البلاد الذي يقطنه معظم المسلمين الشيعة.
مخاطر العنف
وقال غانم نسيبة مؤسس مؤسسة ” كورنرستون جلوبال أسوشيتس” التي تقدم نصائح للعملاء حول المخاطر في الشرق الأوسط: “ هذا تحدٍ كبير جدا للسلطات السعودية.”
وأضاف نسيبة أن ” التوقيت صعب للغاية والتحدي كبير والجميع مهيأ لمخاطر عنف أكبر.”
ومع ذلك، لم يخلف تفجير القديح الواقعة في أكبر مصدر للنفط في العالم تأثيرا كبيرا على سوق الخام، حيث لم تهتز أسعار مزيج هام برنت القياسي العالمي جراء أخبار الإنفجار، مع استمرار عقود آجال يوليو في الانخفاض، حيث تراجعت أسعار تداولها بقيمة 78 سنتا مسجلة 65.76 دولار للبرميل عند الساعة 12:20 مساء في بورصة لندن للعقود الآجلة.
وفجر انتحاري نفسه في مسجد للشيعة أثناء صلاة الجمعة شرقي السعودية مما أسفر عن سقوط 20 قتيلا وإصابة 34 أخرين، بحسب سكان ومسؤولين طبيين. وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروف إعلاميا بـ ” داعش” مسؤوليته عن التفجير على حساب تابع له على تويتر.
وفي أول رد فعل سعودي على المستوى الرسي على الحادث، وصف الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الشيخ مفتي المملكة العربية السعودية الهجوم على المسجد بإنه لا يمكت إلى الإسلام بصلة ويهدف إلى ” إذكاء الاضطرابات بين السعوديين والمجموعات الطائفية المختلفة.”
السنة والشيعة
على صعيد متصل، رأى تقرير بلومبرج أن تعميق الإنقسامات في المنطقة كان العامل الأساسي في إندلاع القتال في اليمن وإشعال فتيل العنف في كل من سوريا والعراق.
وتقود المملكة العربية السعودية تحالفا سنيا ضد معاقل الحوثيين الشيعة في اليمن والتي طالما وصفتهم الرياض بكونهم أدوات لتنفيذ مخطط إيراني أوسع في المنطقة، وهو ما ينفيه الحوثيون جملة وتفصيلا.
وتشارك السعودية في الوقت ذاته أيضا في الحملة العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة في سوريا ضد داعش التي تتنتشر بصورة سرطانية في كل من العراق وسوريا، وهددت في السابق بأن الرياض في مرمى نيرانها.
وكانت السلطات السعودية قد أعلنت الشهر الماضي إلقائها القبض على 93 شخصا بتهم تتعلق بالإرهاب، من بينها ” التحريض على إشعال فتنة طائفية.”
الرابط/
http://www.bloomberg.com/news/articles/2015-05-22/explosion-in-eastern-saudi-arabia-kills-hurts-15-activist-says