“عجز الدبلوماسية الغربية وراء الانتصارات التي يحققها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، رغم عشرة أشهر من الغارات الجوية لقوات التحالف الدولي في العراق وسوريا فالإستراتيجية التي ينتهجها الغرب ضد التنظيم لن تؤتي ثمارها”.
بهذه الكلمات لخصت صحيفة “لوفيجارو” الفرنسية نظرتها للانتصارات التي يحققها “داعش” والتي كانت أخرها السيطرة على الرمادي في العراق وتدمر في سوريا.
وتحت عنوان ” تنظيم داعش في بغداد ودمشق” قالت الصحيفة إن الغارات الجوية لقوات التحالف والتي وصل عددها إلى خمسة آلاف وثلاث مائة غارة حالت بالفعل دون سقوط مدينة كوباني وساعدت على استعادة مدينة تكريت، لكن لم تضعف “الخلافة” بشكل أساسي.
وأضافت “الدليل على ذلك أن مقاتلي التنظيم تمكنوا من السيطرة على مدينة الرمادي واستيلائهم على أسلحة ثقيلة قدمتها أمريكا للجيش العراقي، كما سيطروا على مدينة تدمر الأثرية التي تبعد 200 كيلومتر عن دمشق.
ورأت “لوفيجارو” أن تنظيم داعش يقترب ببطء لكن بثبات من هدفيه الأساسيين: بغداد ودمشق، مشيرة إلى أنه في اليوم الذي ستكون فيه عاصمتا العراق وسوريا مهددتين بشكل مباشر، فإن الجميع سيدرك وقتها أنه يجب توفير الوسائل العسكرية اللازمة وإرسال مزيد من القوات الغربية خاصة الأمريكية على الأرض.
ولشرح الأسباب قالت الصحيفة في تقرير أخر تحت عنوان “الدبلوماسية الغربية عاجزة في العراق وسوريا”: إنه بعد أربع سنوات من الحرب، التي كانت وراء مقتل أكثر من 250.000 شخص، تبين أن الاستراتيجيات الغربية التي تم تركيزها بهدف مقاومة داعش لم تؤت ثمارها.
وأوضحت أن إحدى القواعد غير الملموسة للحرب هي أن استمرار النزاعات العسكرية يكون في صالح الراديكاليين والمتطرفين، فمن خلال شن هجمات مشتركة ضد “تدمر” في سوريا و”الرمادي” في العراق، أثبت هذا التنظيم أن قدراته العسكرية ليست متدهورة جراء القصف الأمريكي.
وحتى مع استرجاع ما يسمى بـ”المعارضة المعتدلة” لبعض قدراتها بفضل التقارب بين المملكة العربية السعودية وقطر وتركيا، هذه الدول الراغبة في إضعاف إيران، إلا إن هذه المعارضة تهيمن عليها الآن جبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، وهو ما لا يتلاءم مع ما كان يأمله الغربيون.
ورأت “لوفيجارو” أنه وحتى الآن فشلت استراتيجية مقاومة تنظيم داعش سواء في العراق أم سوريا، واتضح للعيان أن استخدام القوة الجوية ضد داعش ليس كافيًا.
وأكدت أن النجاح الوحيد الذي حققه الائتلاف ضد داعش كان بفضل وجود دعم أرضي، على غرار ما حدث في كوباني، ووفقا لخبراء غربيين لن يتغير الوضع إلا بتوفر عدة شروط وهي: انسحاب الرعاة الروس والإيرانيين من دعم الأسد، والمشاركة الفعالة للقوى الإقليمية مثل السعودية من خلال دعمهم للمعارضة “لمعتدلة” قبل أن تختفي تمامًا من المشهد. وأخيرًا؛ تطوير الحلفاء لاستراتيجية حقيقية، وليس فقط عسكرية، والتي ربما تنطوي على حل وسط مع تشريك عناصر من النظام السوري.
واختتمت بالقول: يبدو من خلال الأحداث الأخيرة أننا لا نزال بعيدين كل البعد عن أي تغيير للوضع في سوريا، كما يبدو أن الطريق نحو السلام لايزال هشًّا وضيقًا.