مع اقتراب ذكرى 30 يونيو، ظهرت على السطح معركة جديدة اشتدت حميتها بين مؤيدى الفريق أحمد شفيق المرشح الرئاسى السابق والرئيس عبدالفتاح السيسي، وسرعان ما انقسمت الأدوات الإعلامية ورجال الساسة بين الشخصين، ففى الوقت الذى تهاجم الصحف والقنوات السيسى وتتهمه بتعطيل خارطة الطريق, تعلو الأصوات المطالبة بعودة الفريق أحمد شفيق وتنصيبه رئيسًا للجمهورية أو رئيسًا للحكومة، وتقلق شعبية الأخير أنصار الرئيس فى ظل الأزمات التى تظهر واحدة تلو الأخرى والتى تتسبب فى تعطيل خارطة الطريق, ليبقى التساؤل هل سيكون شفيق الرجل الثانى لدولة مبارك؟.
فوفقًا للمؤشرات والدلائل، شفيق يمثل ناقوس خطر على وجود السيسى, خاصة أن كفة رجال الإعمال تميل بقوة تجاه الأول, ففى الوقت الذى طلب السيسى منهم التبرع لصندوق تحيا مصر بـ100 مليار جنيه, سبق وضخ شفيق مبالغ واستثمارات ضخمة من الأمارات, هذا بجانب تأييد رجال الحزب الوطنى السابقين أمثال “أحمد عز وجمال وعلاء مبارك وحسين سالم وسامى عنان ومحمد أبو العينين” بالاتصال سريا بشفيق معلنين دعمهم له خلال الفترة المقبلة.
وليس بعيداً عن الأذهان أيضاً، ذلك التسريب الذى سمعناه لأحمد شفيق والذى قال فيه “أنا مش حترشح غير لو الشعب رشحنى والجيش رشحني”, والذى تمثل دلالته رغبة شفيق فى أن يكون الرئيس, وأنه فقط ينتظر الوقت, لتظهر الحملات الشعبية والتى تدعو لانتخابات مبكرة.
هذا ما دفع الرئيس عبد الفتاح السيسى، بمطالبة اللواء أحمد جمال الدين، بفتح تحقيق واسع فى انتشار هذه الملصقات والتى تحمل شعار “شفيق هو الرئيس” وموقّعة باسم “حركة أنت الريس”، مع بعض أرقام الهواتف الجوالة، داعية المواطنين بإشهار توكيلات رسمية لشفيق.
كما أمر السيسى، أن يمنع كليًا أن يضم مجلس النواب المقبل أى شخص تابع لشفيق ورجال مبارك, وقد أعرب السيسى عن غضبه الشديد تجاه أى حديث عن شرعية شفيق المفقودة وأحقيته فى رئاسة الجمهورية.
حزب شفيق: ليس للرجل دور فى تلك المطالبات
من جانبه قال يحيى قدرى النائب الأول لحزب الحركة الوطنية, إن الفريق أحمد شفيق لديه شخصية محبوبة جدًا, والجميع يقدر جهوده الثمينة لمصر والمصريين, وأن هناك بعض الأشخاص يريدون طمس هذه الجهود من خلال إلقاء الاتهامات الجزافية والتى من شأنها إحداث وقيعة بين الرئيس السيسى والفريق, نافيًا وجود أى علاقة لشفيق ببوسترات لازم يرجع الذى تملأ شوارع القاهرة قائلاً “الجميع يرغب فى عودة الفريق شفيق بأسرع وقت، إلا أننا نتبع سبلًا مشروعة لمطالبته بالعودة وليس من ضمنها دعم البعض لتلك الحملة فى السر، وتصدير بعض الشباب لأن هذا لا يفيد الفريق شفيق وإنما يضره.
وأضاف قدرى فى تصريح لصحيفة “المصريون”, أنه فى الوقت الذى نسعى لعودة الفريق, هناك 167 بلاغًا مقدم ضده وكلها تعتبر بلاغات غير حقيقية وكيدية من قبل جماعة الإخوان المسلمين والتى تهدف إلى النيل منه ومن حزبه, مضيفًا هناك حرب شرسة من أغلب الأحزاب الموجودة على الساحة السياسية لما يمثله حزب الحركة الوطنية من حالة فريدة من نوعها، والتحامه بالمواطنين بالشارع المصرى الأمر الذى من شأنه إيجاد حالة من الفزع لدى الأحزاب الأخرى، حيث إنه يتعامل من منطلق حب مصر وليس الصراع على السلطة مطالبًا برفع أسم شفيق من قوائم ترقب الوصول.
محللون سياسيون: شعبية شفيق تهدد السيسى
من جانبه قال علاء عبد الخالق المحلل السياسى، “تعلمنا فى مصر ألا يوجد مستحيل, فعلى الرغم من الصعوبة فى أن يحل شفيق بديلاً للسيسى ولكن شعبية الفريق الزائدة تهدد مصداقية السيسى بشكل كببر, قائلاً “إحنا شعب قلبنا بيجمد فى حالة وجود بديل” حسب قوله, مطالبًا السيسى, بالالتفاف إلى مصالح شعبه والبعد عن الخطابات المعسولة .
وأضاف عبد الخالق فى تصريح للصحيفة أن غلاء الأسعار المفاجئ وتأجيل الانتخابات البرلمانية, بادرة ليست جيدة, وستهدد عرش السيسى, موجهًا رسالة للرئيس قائلا “يا ريس أحذر انتفاضة أنت أوجدتها “,مضيفًا أن ظهور الحملات التى تؤيد شفيق وغيره فى هذا الوقت الذى تعانى الحكومة من التخبط فى قراراتها بالتأكيد سيكون فى صالحه, متوقعًا أن يكون 30 يونيو ثورة ضد الغلاء. وأشار، إلى أن رجال مبارك وظهورهم ليس من فراغ, وأن هناك خطة محكمة للعودة ولكن هذه المرة ستكون بثوب جديد, لن يستطيع أحد تنحيهم مثلما حدث فى ثورة 25 يناير العظيمة, مضيفًا “أتوقع أن يكون جمال وعز وشفيق هما رأس المثلث فى الأيام المقبلة, وأن يتكرر سيناريو 30 يونيو ولكن بشكل مختلف قليلاً, قائلاً: “هناك اتصالات دائرة بين أحمد عز وجمال مبارك لتدشين حزب قوى يمكن من خلاله السيطرة على أغلب مقاعد البرلمان, وبذلك تكون السلطة التنفيذية والتشريعية تحت أيديهم, مطالبًا السيسى بالتحقيق فيما يجرى من حوله من مؤامرات حقيقة .
وعلى صعيد آخر، طالب عمرو هاشم ربيعة الخبير السياسى ومدير وحدة النظام السياسى بالأهرام, الفريق أحمد شفيق بعدم العودة إلى مصر, خاصة فى الوقت الراهن والذى يشهد حالة من الاحتدام السياسى, معتبراً شفيق شخصية غير ملائمة للتواجد فى مصر على حد وصفه له . وقال هاشم، نخشى أن ما يحدث يكون تمهيدًا لانتخابات رئاسية مبكرة.
القوى الثورية: شفيق يقود ثورة مضادة على الرئيس
وفى سياق متصل قال محمد نبيل القيادى بحركة6 إبريل, إن شفيق ورجال مبارك يقودون ثورة مضادة ضد النظام الحالي, خاص
ة بعد أن خيب السيسى آمالهم, وأراد تحسين الاقتصاد المصرى على حساب أموالهم, قائلاً “شفيق ورقة الضغط المثالية للإطاحة بالسيسى خلال الفترة المقبلة, ونتوقع “ثورة للخلف دور” خلال ذكرى يونيو، مضيفًا أن القوى السياسية منذ أن تولى السيسى منصب الرئاسة, حذرته من سوء بعض تصرفاته, خاصة أنه أختار كفة رجال الأعمال على حساب الشعب .
وأضاف، “شفيق سيعود قريبًا بعد تحميل حكومة محلب كل أخطاء النظام، ويصنع منه الإعلام رئيس الحكومة الملهم المخلص كما فعل مع السيسي, مضيفًا من الواضح أن الأجنحة العسكرية بينها خلاف ما على من يترأس الحكومة خلال الفترة المقبلة سامى عنان مثلاً أم أحمد شفيق، وأظن أن الكفة تميل تجاه شفيق لأن السيسى أطلق رجاله تنادى بعودته فى الإعلام”.
من جانبه قال محمد إمام مؤسس حركة “أنت الرئيس” إن حملة “عايزين الفريق شفيق يرجع مصر” والتى انتشرت ملصقاتها فى الشوارع مؤخرًا, إنهم مستمرون فى حملتهم مهما كانت الظروف، مؤكدًا أن هدفهم إعادة هيبة الفريق, وردًا على جميع الاتهامات التى يتعرض لها من قبل وسائل الإعلام, مشيرًا إلى أنه تم طبع 7500بوستر، بتكلفة 5 آلاف جنيه، من تبرعات أفراد الحملة, قائلاً: تمويلنا ذاتى ولا يوجد جهة ممولة كما يعتقد البعض على حد تعبيره.
وأضاف إمام، فى تصريح لـ”المصريون” أنهم تلقى عدداً من الاتصالات التليفونية التى تحذرهم من الاستمرار فى الحملة، باعتبارها تضر باسم “شفيق”، وتسبب الوقيعة بينه والسلطة الحالية، إلا أنه مستمر فى الحملة وتوسيع نطاق نشاطها خارج القاهرة حتى تحقق أهدافها بعودة “شفيق” إلى مصر, مؤكدًا أنهم قاموا بجمع وتوزيع استمارة مطبوعة، تدعو لرفع اسم شفيق من قوائم ترقب الوصول”.
وأشار، إلى أنهم سيجوبون شوارع القاهرة وجميع المحافظات خلال الفترة المقبلة, للصق هذه البوسترات، بجانب إطلاق الحملة إلكترونيًا لمخاطبة 13 مليون مواطن أعطوا أصواتهم للفريق شفيق فى الانتخابات الرئاسية قبل الماضية، بهدف الضغط لعودته، ورفع اسمه من قوائم الممنوعين من السفر، وإنهاء التحقيقات فى قضية تزوير الانتخابات الرئاسية لصالح محمد مرسى”على حد قوله. ونفى “إمام” وجود أى علاقة للحملة بحزب الحركة الوطنية، أو الفريق ذاته، مشيرًا إلى أنه استقال من الحزب العام الماضي، بعد أن تولى قيادته من وصفهم بـ”المنتفعين من اسم شفيق”، ويأملون فى تحقيق منافع سياسية جديدة مثل عضوية مجلس النواب المقبل.
المصدر: (المصريون)