يبدو أن التضييق على د. محمد عمارة في مجلة “الأزهر” لن ينته، فبعد إجباره على استكتاب قوم، واستبعاد آخرين مثل د. العوا والمستشار البشري، وبعد وضع صورة “السيسي” على غلاف المجلة الدينية الأثيرة في سابقة غير مسبوقة، ها هم القراء يطالعون مقالا بعنوان: “ثالوث الشر: الإخوان.. الملحدون.. الشواذ” اتهم فيه الكاتب “مدير التحرير” جماعة الإخوان المسلمين بما ظهر، وما بطن من التهم، ليس أولها هدم وإحراق الكنائس، وإهدار دم جنود وضباط الجيش والشرطة، وليس آخرها تفجير القنابل وتدمير شبكات الصرف الصحي وتسميم المياه.
المقال الذي عدّه البعض ثالثة الأثافي، لم يكتفي بكل تلك التهم المضحكة، وإنما حمّل الإخوان المسؤولية عن انتشار ظاهرة الإلحاد وانتشار ظاهرة الشذوذ، بل مسئوليتهم عن هجر المسلمين دينهم!
نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، منهم الصحفي الأديب محمود القاعود، نشروا مقال مدير تحرير الأزهر، مطالبين د. عمارة بالاستقالة فورا.
وقال القاعود تعليقا على مقال “ثالوث الشر”: “الكلام ده منشور في مجلة الأزهر عدد شعبان.. بالمناسبة يا دكتور محمد عمارة.. طالبناك مرارا وتكرارا بالاستقالة.. والكلام ده هيبقي في أرشيفك وستسأل عنه أمام الله.. لأنك رئيس تحرير المجلة.. قدم استقالتك وحافظ على تاريخك من هذا الخزي والعار ..”.
ونقلت صحيفة “رأي اليوم” من مصادر مقربة من د. عمارة أنه وصف كل تلك التجاوزات التي حدثت في “مجلة الأزهر” بأنها ضريبة، يمكن دفعها، في مقابل ما تقوم به المجلة من دور حيوي في الدفاع عن حقائق الإسلام، ودحض أباطيل خصومه، وما تقوم به كذلك في التصدي لما وصفه بـ “الجهالات العلمانية المغرضة”.