أكد الإعلامي سفيان بن فرحات أن الرئيسي التونسي أكد له مؤخرا أن الإمارات طلبت منه تكرار السيناريو المصري في تونس مقابل تقديم معونات سخية لبلاده، مشيرا إلى أن قائد السبسي أخبر الإماراتيين أنه لا يستطيع القيام بذلك.
وانتقد بن فرحات في لقاء تلفزيوني الصمت الحكومي المستمر حول القضايا المرتبطة بالشأن الليبي، وخاصة فيما يتعلق بالهجوم الأخير لوزير إعلام حكومة طبرق عمر القويري ضد قائد السبسي والأوضاع الأمنية السيئة للرعايا التونسيين في ليبيا.
وكان القويري هاجم بشدة الرئيس التونسي بعد انتقاد الأخير لحكومة طبرق وطالبه بالاعتذار من الشعب الليبي، كما انتقد استقباله مؤخرا لرئيس حكومة طرابلس خليفة الغويل، مطالبا السعودية والإمارات بالتدخل العسكري في تونس لـ»تخليصها من الهيمنة التركية».
من جانب آخر، اعتبر الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي أن موضوع مطالبة السعودية بتسليم بن علي أصبح «قضية ميتة»، فيما أشار إعلامي تونسي إلى أن الإمارات طلبت في وقت سابق من قائد السبسي تكرار السيناريو المصري في تونس.
وأكد الرئيس التونسي في تصريح إذاعي أنه لن يطالب السعودية مجددا بتسليم الرئيس السابق زين العابدين بن علي، مشيرا إلى أن قضيته باتت بحكم «الميتة» بعد مماطلة السلطات السعودية في موضوع تسليمه لتونس، رغم المطالبات المتكررة من قبل الحكومات المتعاقبة.
وكان بن علي لجأ للسعودية في (14|1|201) إثر انتفاضة شعبية كبيرة أطاحت بنظام حكمه، ويواجه بن علي، الذي ترفض السلطات تسليمه، تهما عديدة من بينها «القتل العمد والتحريض عليه وإحداث الفتنة بين أبناء الوطن»، حيث صدرت بحقه عدة أحكام إعدام حتى الآن.
ويرى مراقبون أن ادعاءات الإعلامي التونسي قد تحمل شيئا من الوجاهة نظرا لفتور ملحوظ تشهده العلاقات الإماراتية التونسية وعدم تسجيل حضور قوي هناك مماثل لحضور الإمارات وتأثيرها وضغوطها على نظام السيسي، كما اعتبر بعض المراقبين أن الوزير في حكومة طبرق لم يكن ليتجرأ ويهدد بحرق الرئيس التونسي دون حصوله على ضوء أخضر من نظام السيسي والإمارات.
يشار أن تونس تخالف السياسة الإماراتية والمصرية في ليبيا نظرا لمصالح التونسيين المتداخلة مع الليبيين في حين تدفع القاهرة وأبوظبي تونس إلى دعم عملية عسكرية واسعة ضد الثوار في طرابلس ودعم حفتر، في حين أن تونس ترفض ذلك وتعترف بحكومة طرابلس وحكومة طبرق على حد سواء وهو ما يثير استياء الإمارات ومصر وحفتر.