“القاهرة تختار القضاء على اﻹخوان المسلمين، انتقام الجنرال السيسي، الولايات المتحدة قلقة من حكم الإعدام ضد مرسي”.. ثلاثة عناوين علقت صحيفة “لوموند” الفرنسية على إحالة محكمة جنايات القاهرة أوراق محمد مرسي وعشرات آخرين للمفتي على خلفية القضية المعروفة إعلاميا بـ “الهروب الكبير”.
وقالت الصحيفة إن جماعة الاخوان في مصر اعطيت لقب لا تحسد عليه وهو “اﻹخوة الرجال في اللون الأحمر”، فبعد أن ألقي القبض على جميع قادة الجماعة عقب إقالة الرئيس محمد مرسي في يوليو 2013، صدر ضدهم حكما بالإعدام.
وأضافت السبت 16 مايو، أصدرت المحكمة عقوبة الإعدام ضد الرئيس السابق مرسي ومائة من قادة الجماعة في اثنين من الإجراءات المتعلقة بقضية الهروب الجماعي من السجن في يناير عام 2011، والتجسس لصالح حركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني، مشيرة إلى أن هذا الحكم لم يسبق له مثيل في التاريخ المصري.
وأوضحت أنه يجب تأكيد الحكم في 2 يونيو، بعد أخذ رأي المفتي لكن محامي الدفاع أكد أنه يعتزم استئناف الحكم.
ورأت الصحيفة الفرنسية -المحسوبة على اليسار- أن العنف الذي يمارسه النظام المصري ساهم في تصاعد الهجمات ضد الشرطة والقضاة، والتي ينسبها النظام للإخوان، “وإن أكد الخبراء على كونها ردود فعل فردية لمجموعات قادها الوضع الحالي للتطرف”.
وأشارت إلى أن جماعة الإخوان ترفض اللجوء لـ” العنف السياسي”، لأنه يفقدها ثقة الرأي العام الداخلي والخارجي.
ونقلت الصحيفة عن أشرف الشريف المتخصص في العلوم السياسية قوله إن ” القمع الذي يمارسه النظام ضد الإخوان يبدو أكثر قسوة من ذلك الذي مارسه جمال عبد الناصر عقب اتهام مجموعة منهم بالضلوع في محاولة اغتياله عام1954.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد الحكم على مرسي بالسجن لمدة 20 سنة في قضية متظاهري قصر الاتحادية، أعطت أملا في تخفيف حدة القمع الذي تتعرض له الجماعة.
وأضافت “لكن أحكام الإعدام الأخيرة أثبتت العكس واستخدام القضاء ضد الإسلاميين، ويجب علينا ألا نخدع أنفسنا: القضاء المصري تحت أوامر المشير الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي انتخب في 2014 بعد القضاء على جميع أشكال المعارضة”، بحسب الصحيفة.
وتابعت “أخذت الشرطة في الانتقام من ثوار (الربيع العربي) عام 2011 وسيطر الجيش مرة أخرى على مقاليد الحكم في البلاد، وقتل أكثر من 1400 متظاهر.
واعتبرت أن نظام السيسي يسير على خطى الرئيس السابق جمال عبدالناصر الذي أطلق سياسة استئصالية ضد التنظيم، واعتقل الآلاف منهم إثر اتهام مجموعة منهم بالضلوع في محاولة اغتياله سنة 1954.
كما لفتت “لوموند” أيضا إلى رد فعل الولايات المتحدة اﻷمريكية على حكم الإعدام تجاه مرسي، التي قالت “إنها تشعر بقلق عميق: تجاه أحكام الاعدام الجديدة.
وأوضحت أن الحكم تسبب أيضا في عدة إدانات ففضلا عن منظمة العفو الدولية اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الحكم يشكل مرة أخرى “عودة إلى مصر القديمة”، فيما قالت منظمة العفو الدولية ﻹن عقوبة الإعدام أصبحت “الأداة المفضلة للسلطات المصرية للقضاء على المعارضة السياسية”.